[caption align="alignleft" width="300"]ميانمار .. أسوأ من المربع الأول...أسماء المحمد[/caption]
نكتب عن هذه الأقلية لأنها تعيش حالة مؤلمة، ترفع المرايا في وجوه دول متشدقة ومدعية اهتمامها بقيم منظومة حقوق الإنسان، بينما يقبع في زوايا مكان ما شاهد على تناقضها، ولدينا أكثر من محك أثبت سياسة الكيل بمكيالين، إذ تلي فلسطين وسوريا حالياً والعراق ميانمار على مستوى عالمي من حيث حرب الإبادة المنظمة، وأعيدت للمربع الأول الأسبوع الماضي.. اختتمنا شهر مايو بعودة الكثير مما تحدثنا عنه في مقالات سابقة ويتعلق بإبادة الروهينغا الأقلية المسلمة بميانمار إلى الواجهة من جديد.
وللتذكير: يقدر عدد الروهينغا المسلمين في ميانمار بنحو 800 ألف شخص يتعرضون منذ مارس 2011 لهجمات أدت لسقوط مئات القتلى، وحرق منازل ومساجد وإجبار أكثر من 140 ألفاً على النزوح.
لجنة تحقيق «مستقلة» طال انتظار مقترحاتها في أعمال العنف الطائفي بإقليم أراكان طالبت بتحديد نسل المسلمين بحجة أن «النمو السكاني بين المسلمين أحد أسباب التوتر مع البوذيين الذين يشعرون بالخطر من هذا النمو السريع»، وجردت مقترحات اللجنة الروهينغا من مواطنتهم ووصفتهم بـ «البنغال»، والشرطة وقوات من الجيش اتهمت بالمشاركة في التطهير العرقي لهم.
بعض الرهبان البوذيين كانوا من أقوى المدافعين عن مطالب الديمقراطية خلال فترة الحكم العسكري القمعي لميانمار تورطوا في أعمال العنف، فيما يقود آخرون حركة تدعو لمقاطعة المتاجر المملوكة لمسلمين. البوذيون أحرقوا عدداً كبيراً من المساجد والمدارس الإسلامية في مارس الماضي بمدينة مكتيلا وقادوا حالات عنف متكررة ومفتعلة ضد المسلمين الروهينغا. تجدد المشهد نفسه الثلاثاء الماضي بإحراق حشود البوذيين مسجداً أثرياً في لاشيو يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من مئة عام، يحتوي قسماً للتعليم وداراً للأيتام، وأحرقت منازل ومحلات تجارية خاصة بمسلمين.
والأربعاء تم حظر التجول في لاشيو التي يعيش بها نحو ألفي مسلم من جملة نحو 130 ألفاً وتدخل الجيش لحسم الفوضى. الصحيفة الرسمية «نيو لايت أوف ميانمار» كشفت عن إحراق ثلاثة مبان دينية وعشرات المحلات التجارية والكثير من المنازل خلال الاشتباكات.
أسوأ من العودة للمربع الأول، الرئيس الأمريكي باراك أوباما اكتفى بالإعلان عن «قلق عميق» إزاء هجمات تطال المسلمين «الروهينغا»، خلال زيارة الرئيس ثين سين لواشنطن.