بقلم: إبراهيم حافظ
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
مقالي هذا نداء موجه إلى كل الكتاب الناشئين من أبناء الجالية البرماوية ؛ حيث تبين لي من خلال الرصد والمتابعة لعدة سنين أن هناك تطلعا كبيرا من قبل الفتية والشباب للانطلاق في ممارسة الكتابة .
خلال عملي بالمركز الإعلامي الروهنغي في السنوات الماضية وحتى الآن استقبلت العديد من المحاولات الكتابية الناجحة لفتية واعدين طموحين يتحرقون شوقا للمساهمة في القضية الروهنغية عبر كتاباتهم الناضجة والجميلة . وعبر متابعتي لمجموعات كتابية في التطبيق الذكي "الواتس" : (حصة كتابة ، تطبيق إنشاء ، أيقظ الغافل) ؛ رصدت العديد من الأسماء الروهنغية المتميزة التي تعد بمستقبل كتابي مشرق لقضية الروهنغيا ولكن !
مع ذلك فإن القضية تشكو وتعاني من فقر شديد في الأنواع الكتابية المختلفة، أعني بذلك ضعف المساهمة في القضية عبر تنويعات وألوان مطلوبة في أجناس الكتابة الأدبية والصحفية.
المشهد الكتابي المتعلق بالقضية يقتصر حاليا على عدد قليل جدا من فنون الكتابة وأجناسها : الخبر - المقال التعريفي – المقال التحليلي أحيانا – القصة القصيرة نادرا .
فأما المقال فإن أكثره من غير الروهنغيا، وأما الخبر فإنه أبرز هذه الفنون وأعلاها نسبة مع الحاجة الماسة إلى إعداد محررين آخرين غير القائمين على التحرير حاليا في وكالة أنباء أراكان أو غيرها من الوكالات المختصة بالقضية.
لا يخامرني شك في رغبة الكتاب الناشئين الموهوبين من أبناء الجالية في الانخراط في خدمة القضية والمساهمة فيها والجهاد لأجلها بسلاح القلم ؛ ولكنهم يقعون في حيرة وتردد حين يواجهون أنفسهم بهذا السؤال :
- كيف يمكنني أن أسخر قلمي ومقدرتي على الكتابة في الجهاد بالكلمة لأجل قضية الروهنغيا؟
إنه من الضرورة بمكان أن يتعرف الشباب إلى أنفسهم وما يرغبون أن يتخصصوا فيه من ألوان الكتابة وفنونها وأجناسها ؛ كي يبدؤوا في اتخاذ القرار وينطلقوا في اكتساب مبادئ الكتابة حول الفن الذي يقر قرارهم عليه .
أعلم أن المركز الإعلامي الروهنغي يعمل حاليا على تطوير عدد من الإعلاميين الصاعدين لتأهيلهم لأداء أدوار إعلامية مرتقبة يساهمون من خلالها في خدمة القضية إعلاميا ولكن هل من برنامج رديف لتدريب وإعداد محررين صاعدين يحلون محل المحررين السابقين في حال توقفهم عن النشاط التحريري بالكلية؟
آمل أن يتوجه عدد من الكتاب الشباب في المجموعات التي ذكرتها وغيرها إن وجدت إلى الأبواب المفتوحة للمركز الإعلامي الروهنغي للبدء الفوري في تلقي التدريب والإعداد الاحترافي لتحرير وصياغة الأخبار مجانا ؛ تدريبا ربما ينتهي بالتوظيف في حال القدرة على إثبات الجدارة بالصنعة الإخبارية ! هل من مجرب؟
جربتها من قبل ونجحت التجربة بحمد الله ..
كثير من شبابنا يتلهفون على الظهور السريع عبر الشاشات؛ ولذلك فإنهم يتوجهون بالتحديد إلى مجال التقديم الإخباري أو الإذاعي من بين المجالات الإعلامية المتعددة، وينصرفون في المقابل عن التوجه إلى مجال تحرير الأخبار وصياغتها بشروطها الفنية والمهنية المعهودة ؛ ربما لأن المشتغل به لا يتوقع في العادة بروزا إعلاميا سريعا ولا حتى بطيئا لطبيعته البعيدة عن أضواء الكاميرا و"المايكات" ؛ ولكن جزاء العمل في هذا المجال يكمن في فرحة الإنجاز به كما تعلمت من الزميل الموهوب المحرر في وكالة أنباء أراكان "عبد الله عبد القادر" .
حين جاءها الزميل لم يكن يحرر ، وكذلك كنت ؛ ولكن التدريب المكثف والمستمر يوما بعد يوم ، وحضور الدورات والتمرن خلالها دورة بعد دورة ، وانتقال الخبرات من السابق إلى اللاحق خبرة بعد خبرة ؛ كل أولئك يجعل الإنسان يشعر بفرحة الاكتشاف حقاً !
أن تكون مجرد كاتب عادي ثم تكتشف مع الأيام أن لديك قابلية التطوير في مجالات الكتابة ، وأن بداخلك القدرة على اكتساب مهارات الكتابة الفنية المختصة ، وأن تنطلق في تحرير الأخبار ملتزما بكل شروطها الفنية المعهودة ، وأن ترى خبرك الذي صنعته بفكرك وطبخته بيدك وأنضجته بجهدك تتناقله وكالات الأنباء العالمية وكبريات الصحف والمواقع الإخبارية ؛ فذلك أمر تعتز به وتشعر معه بالسمو النفسي وبقيمة الذات وفرحة الإنجاز كما أسلفت .
ليس بين كتاب الجالية كلهم من يقوم حاليا بتحرير الأخبار إلا أشخاصا معدودين يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة أو اليدين على أكثر تقدير ؛ رغم أن القضية الروهنغية ملتهبة وفي ذروة اشتعالها حاليا وسوف تظل كما هي حال القضايا الإنسانية العادلة ؛ فهل تظل القضية عالة على هؤلاء النفر المعدودين في تحرير أخبارها أو سنشهد تغيرا واعدا في المشهد الكتابي الروهنجي المتجمد؟
أيها الكاتب الروهنغي الصاعد:
خذها مني : إنك تستطيع .. حقا أنت لها !