[caption id="" align="alignleft" width="300"] لماذا يُجبر الروهنغيا على القول إنهم "بنغاليون"[/caption]
يُقال لقومية الروهنغيا الذين يتعرضون للضرب في مخيمات قذرة إن السبيل الوحيد للخروح هو: أن تعترفوا عن أنفسكم أنكم من عرقية "البنغال"
كانت الساعة حوالي الثالثة صباحاً حين اقتحمت الشرطة منزل ضياء الحق، فكبلت يديه وجرته إلى خطوط السكك الحديدية ثم قامت بضربه.
وقال ضياء الحق وثلاثة شهود معه إنهم تعرضوا للضرب المبرح بالهراوات على الرأس والظهر مع تسعة من المسلمين الروهينغيا وأيديهم مكبلة بالصفائد.
وقال ضابط الشرطة لضياء الحق : "إذا قلتم إنكم روهينغيا، فسوف أضربكم، عليكم أن تقولوا إنكم "بنغاليون".
وهذا يعني نكران الهوية القومية بالنسبة لضياء الحق ولمئات الآلاف من المسلمين في مقاطعة أراكان غرب ميانمار. فالحكومة وسلطات الدولة تصفهم بأنهم"بنغاليون" بدل روهينغيا، وهو تعبير يعني أنهم لاجئون غير شرعيين من بنغلاديش.
فالهجوم الذي قامت به الشرطة بالاشتراك مع جنود في السادس من أيار (مايو) يمثل الجانب المظلم للتحول الشهير لميانمار نحو الديمقراطية من خلال استمرار الحكومة باتباع النهج القاصي لحل مشاكل التوتر الطويلة الأمد بين المجموعات العرقية، وهو وضع ازداد سوءاً بسبب الرقابة الضعيفة لكل ما يذكر على الإنترنت.
تقول الأمم المتحدة إنه شُرّد ما يقارب 140000 روهينغي بعد الاشتباكات التي دارت العام الماضي مع البوذيين في منطقة أراكان والذين طردوا من منازلهم.
وقد اختارت الحكومة أن تبقي الروهينغيا يعيشون في أحوال شبيهة بالأبارتايد (وهو التمييز العنصري الذي كان متبعا في جنوب إفريقيا بين السود والبيض) منفصلين عن البوذيين داخل مخيمات لا يسمح لهم بالخروج منها حفاظا على سلامتهم.
فخطة الحكومة في إعادة توطين نهائي تتطلب عملية تسجيل يُذكر فيها أن الروهينغيا هم "بنغاليون" لكن الكثير من الروهينغيا يرفضون أن يُسجَّلوا حتى لو كان ذلك يمكن أن يخرجهم من المخيمات المؤقته والقذرة التي يعيشون فيها الآن.
قالت "ملاني تيف Melanie Teff " وهي من المنظمة الدولية لللاجئين : " إن ردة فعل حكومة ميانمار تجاه تشرد الروهينغيا كانت نابعة من سياسات عنصرية تديم التوتر الطائفي"، وقد أدلت بهذا التصريح في 30 أيار (مايو) في تقرير تنتقد فيه معاملة الحكومة للروهينغيا.
فمعظم الروهينغيا، وحتى الذين عاشت عائلاتهم في ميانمار (بورما) لعدة أجيال، حُرموا من قانون الجنسية الصادر عام 1982 والذي حولهم إلى مشردين من دون دولة.
وقد اتهمت منظمة هيومن رايتس واتش (منظمة مراقبة حقوق الإنسان) قوات الأمن بالفشل في منع الأعمال الوحشية (وحتى بالمشاركة بها) ضد الروهينغيا خلال الاشتباكات التى دارت العام الماضي مع البوذيين الراكانيين.
وقد خلفت أعمال العنف التي اندلعت في حزيران (يونيو) و تشرين الأول (أوكتوبر) الماضيين ما لا يقل عن 192 قتيلا معظمهم من الروهينغيا، وانخفض عدد سكان مدينة "سيتو Sittwe" من 73000 نسمة إلى 5000 احتجزوا في حي واحد تحت حراسة قوى الأمن. فالغالبية العظمى من الروهينغيا ما زالوا يعيشون في مخيمات مؤقتة.
وفي 6 أيار (مايو) ألقي القبض على رجال من روهينغيا وسجنوا لأنهم إحتجوا على برنامج الحكومة الذي يفرض عليهم أن يعتبروا أنفسهم من العرقية "البنغالية".
أطلق سراح ضياء الحق والرجال التسعة قبل بزوغ الفجر لكن تم تكبيل أربعة قرويين ثم نقلوا إلى "سيتو" حيث تم اعتقالهم بطريقة مذلة في مركز للشرطة ولمدة عشرة أيام من دون أي تهمة وقد قال فاضل أحمد :"لم يكن لدينا سوى الماء فقط".
وحين سؤال الضباط في قسم الشرطة أنكروا أي معرفة بالاعتقالات، لكن أحد الضباط رفض ذكر اسمه صرح أن القرويين كانوا قد جُلِبوا إلى القسم للتحقيق معهم بشأن المظاهرة التي حصلت في 26 نيسان (أبريل) في مخيم للاجئيين الرهينغيا حيث سقط جريح من الجيش.
وكان الرهينغيا يحتجون آنذاك على عملية التسجيل التى تقوم بها الحكومة قبل تطبيق برنامج إعادة التوطين.
وقد صرح وزير الشؤون الإنمائية "هلا هان Hla Han" إن هذا البرنامج يتضمن بناء مساكن مؤقتة كجزء من خطة مؤلفة من ثلاث مراحل لإعادة توطين اللاجئين، بعد ذلك يتم تأمين عمل لهم في عدة مجالات مثل صيد الأسماك والزراعة يعاد بعدها إعادة توطينهم بشكل دائم في أماكن تحدد خلال محادثات بين قادتهم وموظفو الحكومة وجمعيات الإغاثة إلا أن "هلا هان Hla Han" رفض تقديم أي جدول زمني لتنفيذ هذه الخطة، وقال :" نحتاج لأخذ وقتنا ولا نعرف متى ستنفذ هذه الخطة، فحتى المرحلة الأولى لم تقر بعد" إنكار للهوية
كان على موظفي الدولة إلى جانب خطة الحكومة لإعادة التوطين الذهاب إلى المخيمات وتجميع لوائح بأسماء اللاجئين ومن أين أتوا لكن التسجيل في اللائحة كان يفرض على الروهينغيا تعريف أنفسهم أنهم "بنغاليون".
وعندما حاول الموظفون القيام بعملية مسح لللاجئين حول قرية "ثيك كي بين Theak Kae Pyin" انطلقت احتجاجات قام بها نسوة وأطفال يهتفون "نحن روهينغيا".
وقد قال "هلا هان Hla Han" إن أحد الجنود أصيب بإرتجاج في المخ بعد تعرضه للضرب على رأسه بواسطة عصا, كما عانى كل من حارس حدود ,وموظف مدني من كدمات تلقوها على أجسامهم.
يقول "أونغ كياو وين Aung Kyaw Win" (وهو أحد الإداريين المنتنخبين لتمثيل عدة قرى بما فيها "نغا بون غييي Nga Pon Gyee" و "نغا بون شاي Shay Nga Pon" إن الشرطة أعلمته عن قيامها بهجوم على تلك القرى بعد سماعها عن اختباء بعض منظمي الاحتجاجات فيها.
لكن يقول "فيوس أحمد" إنه لم يسئل أبداً عن الإحتجاجات حين كان معتقلاً في السجن حيث حُرم من الطعام وسرير أو حتى بطانية ينام عليها.
وقال في مقابلة خارج مسجد "نغا بون شاي Shay Nga Pon" بعد يوم من اطلاق سراحه :" لا أعلم لماذا احتجزتني الشرطة، لقد قالوا لي قُل إنك بنغالي، ففعلت، لكن موظفي الشرطة استمروا بضربي".
مقال: جارد فرري
مأخوذ من جريدة ":كرستشان ساينس مونيتور" الاحد، 2 حزيرن 2014
ترجمة : سعيد كريديه
المصدر :
news.yahoo.com