[caption align="alignleft" width="300"]مآسي المسلمين في ميانمار...محمد ابراهيم خاطر[/caption]
يتعرض المسلمون في ميانمار (بورما) لحرب إبادة والصور التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة تظهر الهمجية والوحشية التي يتعامل بها البوذيون مع المسلمين هناك وصمت حكومة ميانمار والمجتمع الدولي من بعدها على المجازر التي ترتكب بحق مسلمي الروهينجا الذين يعانون من التمييز ولا يحصلون على حقوقهم كمواطنين أسوة ببقية الطوائف المكونة للمجتمع.
والمذابح والمجازر التي يتعرض لها المسلمون والاضطهاد الذي يعانون منه في مناطق كثيرة من العالم يثير الكثير من التساؤلات حول حقوق المسلمين بشكل عام وحقوق الأقليات المسلمة بشكل خاص فمآسي الأقليات المسلمة في العالم لا تكاد تنتهي والمسلمون في أماكن كثيرة من العالم يتعرضون للقتل والتعذيب وللإبادة الجماعية ومن الأمثلة على ذلك ما تعرضت وتتعرض له أقلية الروهينجا في ميانمار والتي تعتبرها الأمم المتحدة الأقلية الأكثر تعرضًا للاضطهاد في العالم.
وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرض له المسلمون في ميانمار هو استمرار لعهود الظلم والاضطهاد التي بدأها الاحتلال البريطاني الذي ساعد البوذيين وأمدهم بالأسلحة لاستئصال شأفة المسلمين من ولاية أراكان التي تقطنها أغلبية مسلمة والمشكلة الحقيقية التي يعاني منها مسلمو الروهينجا هي أنهم لا يجدون مكانا آمنا يلجأون إليه هربا من العنف والقتل ويفرون من الموت على أيدي البوذيين إلى الموت غرقا في خليج البنغال أو الموت جوعًا في أماكن أخرى.
ومآسي المسلمين ومآسي الأقليات المسلمة سببها الضعف العام الذي يعاني منه المسلمون في جميع المجالات والمسلمون اليوم لا يملكون أدوات ضغط سياسية أو اقتصادية وذلك على الرغم من الثروات البشرية والموارد الطبيعية التي حبا بها الله عز وجل الدول الإسلامية.
والأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد في أماكن كثيرة من العالم لا تحظى من دول العالم الإسلامي ومن المنظمات الإسلامية إلا بالشجب والاستنكار ومطالبة المنظمات الدولية بالتدخل لوقف المجازر التي ترتكب بحقهم وفي أحسن الأحوال استدعاء السفراء للاحتجاج على المجازر وعلى التهجير القسري الذي يتعرضون له والمساعدات اليسيرة التي تقدمها المنظمات الخيرية لا توفر لهم الحد الأدنى من المقومات الضرورية التي تبقيهم على قيد الحياة.
والأقليات المسلمة في العالم بحاجة إلى مواقف قوية وموحدة وبحاجة إلى تحرك عملي وجدي لتوفير الحماية لهم وضمان حقوقهم.
وحق المظلومين في النصرة والتأييد والمساعدة في رفع الظلم الواقع عليهم من الحقوق التي حرص الإسلام على إقرارها للمسلمين وغير المسلمين والنصرة حق من حقوق الأخوة في الإسلام ولا معنى للأخوة إذا غابت النصرة يقول الله عز وجل «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
وعن أَنس رضيَ الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أَنُصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . فقال رجل يارسول الله أَنصره إذا كان مظلوماً أَفرأيت إذا كان ظالماً كيف أَنصُرهُ؟ قال: تحجزهُ أَو تمنعهُ من الظلم، فإن ذلك نصرهُ».
وعن عبدَ اللهِ بنَ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيهِ كان الله في حاجتهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسلمٍ كُربَةً فرَّجَ الله عنهُ كُربةً من كُرباتِ يومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِماً سَترَهُ اللهُ يومَ القيامة».
والأخوة في الإسلام ليست شعارات ترفع في بعض المناسبات، وهذه الأخوة تتطلب تقديم الدعم والنصرة للأقليات المسلمة في العالم وبكل الوسائل الممكنة التي تعصم دماءهم وتعيد إليهم حقوقهم وتوفر لهم حياة كريمة وبذلك تتحق معاني الأخوة ويتحقق معنى الجسد الواحد.
والمسؤولية عن الاضطهاد والمجازر التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار وفي أماكن كثيرة من العالم تقع على عاتق المسلمين جميعًا كل حسب طاقته وقدرته وكل مسلم يرى دماء إخوانه تسيل وأعراضهم تنتهك في ميانمار مطالب بأن يهب لنجدتهم بكل ما يستطيع وأن يتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يفرج كربهم وأن يعجل بنصرهم على الطغاة من البوذيين ومن غيرهم.
وإخواننا في ميانمار لهم أجرهم عند ربهم على ما يلاقونه من إيذاء شديد وقتل وتشريد وانتهاك للأعراض ولكن تبقى مسؤوليتنا نحن تجاه إخواننا في ميانمار فسوف نسأل أمام الله عز وجل عما قدمناه لهم من دعم ونصرة وعن تقصيرنا في حقهم. فعن إسْمَاعِيلَ بن بَشِيرٍ قال: سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عَبْدِ الله وَأَبَا طَلْحَةَ بنَ سَهْلٍ الأنْصَارِيَّ، يَقُولاَنِ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ امْرِئ يَخْذُلُ امْرأً مُسْلِماً في مَوَقِعٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتهُ، وَمَا مِن امْرِئ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
وتقديم الدعم والنصرة لإخواننا في ميانمار حق لهم وواجب علينا شرعاً وليس تبرعاً أو منة. فعن عبدَ اللهِ بن عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيهِ كان الله في حاجتهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسلمٍ كُربَةً فرَّجَ الله عنهُ كُربةً من كُرباتِ يومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِماً سَترَهُ اللهُ يومَ القيامة».
والوسائل التي ننصر بها إخواننا في ميانمار كثيرة ويأتي في مقدمتها أن نشعر بمعاناتهم وأن نحمل همهم فَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم:«مَنْ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُصْبِـحْ وَيُمْسِ نَاصِحاً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلإمَامِهِ، وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ».
ومن الواجب على كل مسلم أن يسعى لتفريج كربات إخواننا في ميانمار وأن يقدم لهم العون والمساعدة وأن يواسيهم بماله وبأي شيء يخفف معاناتهم ويقويهم في مواجهة عدو الله وعدوهم.
ومن هذه الوسائل أن نحث غيرنا على تقديم العون والمساعدة لإخواننا في ميانمار فمأساتهم خطيرة وما يتعرض له المسلمون هناك أمر جلل وخطب عظيم بحاجة إلى دعم ومساندة من الجميع كل على قدر استطاعته.
ومن الوسائل التي ننصر بها إخواننا في ميانمار أن نساعد في معالجة الجرحى والمصابين وإيواء المشردين واللاجئين وتقديم كل ما يحتاجونه من عون مادي ومعنوي يمكنهم من البقاء في الأماكن التي يسكنون فيها.
ومن الوسائل التي ننصر بها إخواننا في ميانمار مطالبة حكومات الدول الإسلامية بالتحرك دعماً لهم وعرض قضيتهم ومعاناتهم على الرأي العام العالمي والسعي من أجل إصدار قرارات دولية تحقن دماءهم وتحفظ حقوقهم.
وحري بكل مسلم يرى دماء إخوانه تسيل وأعراضهم تنتهك في ميانمار أن يهب لنجدتهم بكل ما يستطيع وأن يتوجه إلى عز وجل بالدعاء عسى الله عزوجل أن يفرج كربهم وأن يعجل بنصرهم على الطغاة من البوذيين وغيرهم.