بقلم: محمد شعيب
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
على الرغم من اتخاذ الحكومة عددا من المبادرات وازدياد الضغوط الدولية على ميانمار إلا أنه لا يبدأ تنفيذ مبادرات إعادة مسلمي الروهنغيا الذين فروا من أعمال العنف الدائرة في ولاية أراكان إلى بنغلادش، ورغم إجراء المباحثات وإبرام العقود وتسليم القوائم وإجراء التحقيق إلا أنه لا يوجد هناك أي تقدم حقيقي في عملية الإعادة إلى الوطن.
سعت بنغلادش إلى طمأنة المجتمع الدولي بأنها لن تعيد إلا أولئك الراغبين في الرجوع إلى أرضهم في ميانمار، مؤكدة أن المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة ستنخرط في العملية.
وأوضح أبو الكلام مفوض إغاثة وتأهيل اللاجئين أن هناك حاجة لبناء مراكز عبور، مشيراً إلى أنه يجب القيام بعملية "صارمة" لإقرار قوائم أسماء المستحقين والراغبين بالعودة إلى ميانمار. وأضاف "لا يمكننا إرجاع هؤلاء الأشخاص فجأة دون استكمال هذه الإجراءات".
ولم يحدد موعداً جديداً لانطلاق العملية لكنه أفاد أن السلطات اختارت موقعين قرب الحدود يمكن استخدامهما كمركزي عبور ليتم إيواء اللاجئين فيهما قبل تسليمهم إلى ميانمار. وأكد أن دكا «متحمسة» لبدء العملية في أقرب وقت ممكن، لكنه أشار إلى أنه على الجانب الميانماري إنجاز الكثير بما في ذلك إعادة إعمار المساكن والقيام بترتيبات تضمن سلامة الروهنغيا. وقال، إن «ميانمار غير جاهزة لبدء التحرك الحقيقي الآن». واحتج اللاجئون على إمكانية إعادتهم، إذ أعرب كثيرون عن خوفهم من أن حملة الفظائع في أراكان لم تنته بعد.
يقول العديد من مصادر الحكومة إنه على الرغم من قبول بنغلادش لجميع اقتراحات ميانمار أو شروطها لإكمال عملية الإعادة، إلا أن ميانمار استمرت في تقديم الأعذار واحدا بعد واحد. فمن ناحية تتحدث عن إعادة الروهنغيا، ومن ناحية أخرى يستمر مجيئهم إلى بنغلادش ولوكان عددا قليلا.
وفي هذه الحالة الشديدة أعربت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة عن إحباطها وقلقها. وفي الاجتماع الذي عُقد مع الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي في داكا قالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، على الرغم من التوقيع على اتفاقية إعادة الروهنغيا بين بنغلادش وميانمار إلا أن التقدم المرئي من قبل ميانمار لايزال ظاهرًا إلى الآن؛ بل مأساة الروهنغيا مستمرة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن توقيع حكومة ميانمار على اتفاق "إعادة اللاجئين" ما هو إلا حيلة.
وعلى الرغم من توقيع بنغلادش وميانمار على الاتفاق في 23 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لبدء عملية إعادة بعض اللاجئين - البالغ عددهم نحو مليون - الذين فرّوا من ميانمار في الأشهر الأربعة الماضية، فإن بعض الجرائد اليومية البنغلادشية وعلى رأسها جريدة "نيا ديغانتو" اليومية ذكرت الخميس الماضي أن حكومة ميانمار تستخدم التجويع كـ"سلاح ممنهج" ضد مسلمي الروهنغيا، حتى لا يفكر اللاجئون الفارون إلى دول الجوار بالعودة إلى ديارهم، فيعرفوا أن الجوع والتنكيل سيكون في انتظارهم إن هم عادوا، وقالت الجرائد إنه "بينما لا تسمح حكومة ميانمار للصحفيين بتغطية الأوضاع في ولاية أراكان التي يشهد فيها مسلمو الروهنغيا اضطهادًا واسعًا، فإنها قد لاحظت من خلال نحو عشر مقابلات علامات البؤس والجوع وسوء التغذية على اللاجئين الفارين إلى بنغلادش". إضافة إلى الجوع والتنكيل فقد عمدت حكومة ميانمار وجيشها إلى إحراق بيوت الروهنغيا، حتى يدرك اللاجئون أيضًا أن لا دار لهم يعودون إليها، في هذا السياق قالت منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: "إن صور الأقمار الصناعية التي أظهرت علامات اشتعال الحرائق وتدمير المباني في 40 قرية كانت دليلًا على أن الروهنغيا لن يستطيعوا بعد العودة بأمان".
وهكذا، لم تكن الاتفاقية التي وُقِّعت بين بنغلادش وحكومة سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل "للسلام"! إلا لتهدئة الرأي العام العالمي، وشعوب العالم الإسلامي، ولا أقول الأنظمة العالمية أو الدول القائمة في العالم الإسلامي، فهي جميعها شهود زور على تلك الاتفاقية، وتعلم أنها لن تنفّذ على الأرض، وقد شهد بذلك مدير منظمة حقوق الإنسان العالمية في آسيا (براد آدامز)، حيث قال: "إن تدمير الجيش الميانماري لقرى الروهنغيا خلال أيام من توقيع اتفاق إعادة اللاجئين مع بنغلادش يدل على أن الوعد بعودة آمنة كان مجرد حيلة للعلاقات العامة"، وأضاف: "إن صور الأقمار الصناعية أظهرت ما ينفيه الجيش الميانماري، أظهرت أن قرى الروهنغيا لا تزال تتعرض للتدمير، وأن تعهد الحكومة الميانمارية بضمان سلامة مواطني الروهنغيا العائدين لا يمكن أن يُؤخذ على محمل الجد".
قال مفوض الإغاثة وإعادة اللاجئين محمد أبو الكلام لجريدة "بروتوم ألو" اليومية البنغلادشية، إن ميانمار وافقت إلى الآن على أن تستقبل فقط 556 نسمة من الللاجئين. إلا أن السكرتير الدائم لقسم الهجرة والسكان في ميانمار مينتو كايينغ قال، إن ميانمار مستعدة لاستقبال 675 روهنغيا من بنغلادش.
وقال مينتو كايينج لموقع Mizima إنهم وافقوا على 800 لاجئ بعد بحث قائمة 832 شخصًا أُرسلوا من بنغلادش. وقال هذا المسؤول إنهم ابلغوا الأمر السلطات البنغلادشية.
وعلى الرغم من تقديم قائمة أكثر من ثمانية آلاف روهنغيا، إلا أن ميانمار وافقت فقط على قبول 600 منهم وقال المسؤول في وزارة الهجرة والسكان في ميانمار، إنهم مستعدون لاستعادة 675 روهنغيا من بنغلادش. الضابط يدعى مينتو كايينغ وهو السكرتير الدائم لهذا المكتب.
وفي تقرير نشر في صحيفة "ميجيما" أكد السيد كايينغ أنه على الرغم من تقديم قائمة 8232 شخصا من بنغلادش، إلا أنهم وافقوا على ثمان مئة من الروهنغيا.
وأضاف أنهم قد أبلغوا القضية إلى بنغلادش أيضا. وادعى بأن الأسماء التي قدمتها بنغلادش إليهم هناك 685 شخصاً كانوا يعيشون في ميانمار وعشرة أشخاص شاركوا في أعمال العنف. وقال: "سنقبل 675 شخصًا، ولانقبل الإرهابين العشرة في القائمة". ولم يوجد هناك أي دليل على عيش 100 شخص في ميانمار قبل الذهاب إلى بنغلادش.
وقال محمد أبو الكلام ، مفوض إغاثة وتأهيل اللاجئين في بنغلادش، إن إعادة مئتين وستة وثلاثين ألف من الروهنغيا الذين أتوا إلى بنغلادش عام 1990م قد استغرقت 13 عاما، وإعادة الروهنغيا الجدد الذين تبلغ عددهم إلى أكثر من مليون كم من الوقت تستغرق؟ الأمر يتوقف على حسن نية ميانمار.
وقد بلغ عدد الروهنغيا المسجلون إلى مليون و 96 ألف 967. وأكد محمد ذاكر حسين أبو نعمان نائب مدير إدارة الهجرة والجوازات الأمر لجريدة "بروتوم آلو" اليومية.
وقال مراسل لكوكس بازار ، إن الروهنغيا وافقوا على البقاء في أراكان تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للاجئين (UNHCR). إنهم يريدون أن يروا محاكمة جرائم القتل والاغتصاب والنهب قبل عودتهم إلى بلدهم. وافقوا على العودة إلى أراكان بعد الحصول على الإقامة الآمنة مع المواطنة.
قال محمد أبو الكلام مشيرا إلى حالة الخوف والرعب فيما بين الروهنغيا، إن القضايا الأمنية تزداد أهمية بالنسبة إلى الروهنغيا في العودة إلى أراكان. لا يوجد مثل هذا الوضع الذي يمكنهم تحديد منازلهم إلى المنطقة.
وقال ذاكر حسين المعروف باسم لالو ماجي رئيس لجنة إدارة مخيمات الروهنغيا لبروتوم آلو، إنه قد تم إنشاء مركز للجيش ومنازل للمجتمع البوذي بعد أن تم إصلاح منازل الروهنغيا المدمرة.