بقلم: رائد صالحة
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسالة إلى رئيسة بنغلادش الشيخة حسنية مؤكدا لها أن الولايات المتحدة ستدعم بلادها مع أزمة اللاجئين وستستمر في الضغط على ميانمار لإعادة ما يقارب من 700 ألف من مسلمي الروهنغيا الهاربين من عمليات القمع العسكرية إلى أوطانهم.
المشكلة تكمن هنا في أن ترامب وعد مرات عديدة في الماضي للمساعدة في هذه الأزمة ولكن لم يتغير أي شيء، وعلى سبيل المثال، حث ترامب في ايلول / سبتمبر الماضي على القيام بعمل قوي وسريع ضد ميانمار من قبل مجلس الأمن الدولي، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر تعهد قائلا أثناء جولة في خمس دول أسيوية أن الولايات المتحدة تدعم الجهود الرامية إلى إنهاء العنف، وضمان المساءلة عن الفظائع المرتكبة وتيسير العودة الآمنة والطوعية للاجئين.
وكانت ميانمار« بورما»، وهي دولة ذات أغلبية بوذية يبلغ سكانها 53 مليون نسمة، موطنا لما يقارب من 1.1 مليون روهنغي، ومع ذلك، فإن الحكومة ترفض الاعتراف بالروهنغيا كمواطنين بل ردت عليهم بما وصفته جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالجرائم ضد الإنسانية وبقوة غير متناسبة.
وقد دفع تدفق الآلاف من الروهنغيا إلى بنغلادش المجاورة، ووصفت الجماعات الإنسانية محنتهم بأنها أسرع أزمة لاجئة في العالم في الوقت الحالي، وقد وصف شهود العيان الغارات العسكرية على القرى وقيام الجنود بقتل السكان العزل، بمن فيهم الأطفال وتعرض النساء والفتيات للاغتصاب الجماعي.
وسحبت الولايات المتحدة بعض الدعم العسكري من ميانمار وتبرعت بأموال قليلة لمساعدة الروهنغيا في بنغلادش في خطوة وصفها العديد من المحللين بأنها مخجلة وغير كافية، وقالوا إن الولايات المتحدة لم تضغط على حكومة ميانمار بأي طريقة ذات معنى، مع الإشارة إلى أن الأمم المتحدة طلبت من الدول الأعضاء 951 مليون دولار لإغاثة اللاجئين.
وسخر معلقون من ازدواجية المعايير وقالوا ان إدارة ترامب لا تتوانى عن إعادة فرض العقوبات على إيران وكوريا الشمالية أو فرض عقوبات ثانوية ضد أي دولة بما في ذلك الصين وروسيا ولكنها لا تحاول اتخاذ إجراءات بسيطة بحق حكومة ترتكب الجرائم أمام العالم.
ويمكن للرئيس الأمريكي استعادة العقوبات ضد حكومة ميانمار بأمر تنفيذي ولكن، من الواضح أن ترامب لا يريد أن يأخذ الأمور إلى هذا الحد، وعلى النقيض من ذلك فإن الاتحاد الأوروبي يحاول حظر إرسال الأسلحة هناك.
ومن غير المفيد أن تنتظر وزارة الخارجية الأمريكية أكثر من شهرين من إعلان الأمم المتحدة أن ما يحدث هو تطهير عرقي لتقول نفس الشيء بشكل متأخر بدون اتخاذ أي إجراءات تعبر عن غضبها مما يحدث.
ولم تقم إدارة ترامب بأي تحركات من شأنها منح تأشيرات سفر مؤقتة لأبناء الأقلية المضطهدة الذين يعيشون حاليا في موسم الفيضانات في مخيمات مزدحمة في بنغلادش.