[caption align="alignleft" width="300"]تأخر العدالة في ميانمار[/caption]
ترجمة: سعيد كريديه
بعد ما يقرب من عامين من العنف الذي لم يسبق له مثيل ضد الروهينغا المسلمين في ميانمار، سيحاكم ستة بوذيين بتهمة اعدام 10 من ركاب مسلمين كانوا يستقلون حافلة، مما أثار حينها أعمال العنف. وعلى الرغم من أن المحاكمات تجري في وقت متأخر قليلا من نفس اليوم، ونتيجة للضغوط الدولية الكثيرة فأخيراً هناك درجة من الارتياح لمعاقبة هؤلاء المذنبين وإن كانوا قليلي العدد ، في الواقع يتهرب العديد من البوذيين من عقاب القانون لقتلهم للروهينغا. وقد قُتل أكثر من 200 من الروهينغا في أعمال العنف في ولاية راكين غرب البلاد وحوالي 50 في ميدنة ميكيتيلا مما أدى إلى فرار الآلاف إلى بنغلاديش المجاورة والبلدان الأخرى المجاورة مثل تايلاند، فحتى هذا اليوم، يهرب العشرات من المسلمين من ميانمار.
أسباب النزوح الجماعي المستمر واضحة وبسيطة وهي: الاضطهاد المستمر للمسلمين. وهذا موضوع شدد عليه يوم الخميس روبل أولهاي، رئيس منظمة الدول الإسلامية وممثل جيبوتي الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي قال أيضا أن سلطات الامم المتحدة في ميانمار قد فشلت حتى الآن بإنهاء ما وصفه بالإبادة الجماعية للمسلمين، فالمسؤولية الآن بالتأكيد هي على الأمم المتحدة. وبعبارة أخرى، فإن المجتمع الدولي يجب أن يكون سباقة لإجبار حكومة الرئيس "ثين سين" على انهاء العنف. ولكن هذا لا يحدث رغم المناشدات من جهات عديدة. فالاتحاد الأوروبي احتوى ميانمار والولايات المتحدة دللت الرئيس "ثين سين" والجيران مثل الهند تتبع نفس السياسة. فالكل يعلم أن هذا الحب الجديد لميانمار هو بسبب مواردها المعدنية الضخمة. لكن الأسوأ من ذلك هو صمت أونغ سو كيي. في الواقع أشارت سو كيي بشكل غير مباشر مرة واحدة فقط أو مرتين لأعمال العنف ضد المسلمين. وهذا أمر مثير للصدمة من شخص يعتبر في جميع أنحاء العالم منارة للحرية وحقوق الإنسان وناضل بلا هوادة من أجل شعبه ضد الحكام العسكريين المستبدين في البلاد وقضى سنوات عدة في الاعتقال.
لم يعاني الكثير في العالم الحديث مثل ما عانى شعب الروهينغا. فلم يعطى لهذا الشعب المواطنة من قبل حكومة ميانمار فأصبح عديم الجنسية وتعرض للاضطهاد على مر السنين. وفي عام 1990 ونتيجة لجولة من العنف هرب الآلاف منه إلى بنغلاديش.
وقد أسفر التدخل من جانب المجتمع الدولي بعض العزاء لهم. والآن وبعد مرور حوالي عقدين من الزمن تكرر تلك الأيام المروعة . لكن هذه الحالة الرهيبة والمحزنة معاً لا يمكن أن يستمر يجب على المجتمع الدولي الضغط على "ثين سين" لاحترام الحقوق الثابتة للروهينغا في كونهم مواطنين في ميانمار وتقديم جميع البوذيين الملطخة أيديهم بدماء المسلمين للمحاكمة.