[caption id="" align="alignleft" width="300"] ميانمار في مثلث برمودا بقلم / إسماعيل محمد إلياس[/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات
ميانمار بين أطماع ثلاث من الدول العظمى الصين أولاً والهند ثانياً والأخيرة التي تريد أن تدخل بحماسة وهي أمريكا.
عندما تبحر في سياسة ميانمار أو اقتصادها فلن تبتعد أبداً عن التدخل بتوسع للصين ثم الهند فيها، فكل منهم يعرض ما لديه من قوة ، سابقاً عائق الصين في ابتلاع ميانمار هو الهند وعائق الهند هو الصين، وبعد عام 2012م وبعد إعلان ميانمار بالحكومة الديمقراطية أو التحول الديمقراطي بدأ الضغط الأمريكي ملحوظ وواضح بعد أن وجدت ورقة ضغط للدخول وهم الروهنجيا رغم أن التدفق الأجنبي بالاستثمار في ميانمار في تحول ملحوظ منذ عام 2000م، حيث بلغ حوالي 203 مليون دولار، (28%) مع سنغافورة، (24%) المملكة المتحدة، (18%) الولايات المتحدة الأمريكية، (10%) فرنسا، (8%) اليابان، (4%) إندونيسيا، (2%) هونغ كونغ، (2%) ماليزيا، (4%) باقي الدول.
والمهم للصين تحقيق الوجود الاستراتيجي في المحيط الهندي علاوة على ذلك احتواء نفوذ الهند في جنوب شرق آسيا، كما أن ميانمار جزء لا يتجزأ من تصميم الاستراتيجية الكبرى للصين لتحقيق هدفها في أن تصبح قوة عظمى في القرن 21.
بدأت العلاقات بين الصين وميانمار منذ الاعتراف الدبلوماسي في عام 1950م حتى يومنا هذا ويمكن تقسيم الفترات في المراحل التالية:
أولاً: من 1949م حتى 1961م: سلمية التعايش.
ثانيا: من 1962م حتى 1970م: نكسة مؤقتة.
ثالثاً: من 1971م حتى 1988م: تحسين العلاقات.
رابعاً: من 1989م حتى 2002م: أقرب للوفاق.
والمرحلة الأخيرة حتى الآن: شهدت تغييرات جذرية للسياسية الصينية في ميانمار، من "حياد استراتيجي" إلى "تحالف استراتيجي" مع الصين بعد الانقلاب العسكري، عندما تولى المجلس العسكري السلطة في عام 1988.
الاشتراك في ضمان المناصب:
في أكتوبر 1996م زار رئيس أركان الجيش الجنرال مونغ آيي لبكين لمزيد من التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين، كما تم الاتفاق لتدريب 300 لسلاح الجو وضباط البحرية، وفي المقابل كما عرضت الصين بيع الأسلحة وتقديم قروضاً بدون فوائد ومنح الضمان إلى المجلس، والمساعدات الاقتصادية والاستثمارات لبناء البنية التحتية الأساسية لميانمار، مثل السدود والجسور والطرق والموانئ والمشاريع الصناعية ذات الأهمية الاستراتيجية مثل بناء الطرق الاستراتيجية على طول الطريق التجاري الذي يربط نهر إراوادا إلى خليج البنغال. وحيث بلغ مجموع مساعدات بكين لرانغون 500 مليون يوان.
أهداف الصين في ميانمار:
ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
أولاً: منذ عام 1979م، كانت سياسة الصين تماشيا مع عامة الدول هي ضمان بيئة خارجية مستقرة مع دول الجوار حتى يمكن لبكين الاستمرار في تنفيذ التحديث الداخلي وتنمية السياسة.
ثانياً: استمرار الحفاظ على التعايش السلمي مع جيرانهم منذ عام 1955م.
ثالثاً: في البعد الجيواقتصادي، ميانمار مهم بالنسبة للصين لأنه البرج الذي يصل عبره إلى دول آسيان الذي يبلغ عدد سكانها 500 مليون وهذا ما جعل الصين يساعد ميانمار إلى الانضمام في آسيان عام 1997م رغم أن آسيان تكونت في عام 1967م، لتعزيز التجارة مع هذه الدول، ويمكن أن يساعد في بناء وتطوير الاقتصاد في الجزء الجنوبي الغربي الفقير من الصين.
المنظور الاستراتيجي الهندي في ميانمار:
ميانمار والهند تشترك في الحدود نحو 1331كلم. علاوة على ذلك ميانمار لديها خط ساحلي طويل من 2276كلم، تشترك في أجزاء معينة من خليج البنغال، ولا سيما المناطق المحيطة بها من جزر كوكس وبحر اندامان، وهو أمر مهم جدا في الاعتبارات الاستراتيجية للهند.
في التفكير الاستراتيجي للهند، موقع ميانمار مهم لتعزيز موقف نيودلهي الجيوسياسية في جنوب شرق آسيا. وميانمار هي الخطوة الرئيسية في الهند الجديدة "نظرة الشرق تجاه الهند" السياسة التي تسعى إلى التطوير والتوسيع السياسي في العلاقات الاقتصادية والأمنية مع آسيان .
كما تستخدم الهند الدِّين كورقة في تدعيم العلاقات الثقافية والدينية بين ميانمار والهند مثل الديانة البوذية و الهندوسية فقد صورت القيادة الهندية على أنها فروع من نفس الشجرة حيث سمح المجلس العسكري للحركة الهندوسية المتطرفة راشتريا لفتح فرع في رانغون من أجل تحقيق هدف استراتيجي في الهند والحد من الوجود والنفوذ الصيني المتزايد في رانغون، وبالتالي الهدف الرئيسي في الهند هو إزالة ميانمار من المدار الصين أو نفوذه.
بقلم / إسماعيل محمد إلياس
عضو المركز الإعلامي الروهنجي