[caption align="alignleft" width="300"]مذبحة أخرى ضد الروهنجيا ...فشل آخر للعالم بقلم : تون كين [/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات : ترجمة الوكالة
في أعقاب الهجمات العنيفة ضد الروهنجيا في بورما في يونيو وأكتوبر 2012م تم قتل المئات وإجبار أكثر من 140،000 على الفرار من منازلهم .
لا أحد كان يشك أنه ستجري المزيد من الهجمات لكنه كان مجرد سؤال من ؟ وأين ؟ ومتى؟ الآن لدينا الجواب إنها قرية كيلادونغ - والتي تسمى أيضا خير عدن- و كان ذلك في 14 يناير.
اختلفت تقديرات القتلى مابين 70 إلى90 قتيلا وقد أكدت الأمم المتحدة أن 48 على الأقل قتلوا خلال تلك الهجمات فيما نفت الحكومة البورمية في حدوث أي شيء، باستثناء مقتل شرطي واحد.
إن المحاولة لجمع التفاصيل الدقيقة لما حدث لم يكن سهلا وذلك لبعد المنطقة، والافتقار إلى سبل التواصل مع السكان المحليين, والتهديدات التي تطال السكان المحليين بعدم الكشف عن المعلومات، والحظر الحكومي على الأشخاص الذين يزورون المنطقة، يعني أن إثبات الحقائق صعب جدا.
وقد تلقت منظمة روهنجيا البورمية بالمملكة المتحدة المعلومات المباشرة وغير المباشرة والتي مكنتنا من بناء صورة تقريبية عما حدث.
في مساء يوم 9 يناير مر ثمانية رجال من الروهنجيا بجزء من قرية كيلادونغ، التابعة لعرقية " الراخين " ثم اعتقلوا من قبل القرويين "الراخين"، وفيما بعد وجدت جثثهم في رأس حديقة القرية .
وفي الصباح الباكر، في 14 يناير، دخلت قوات الشرطة والأمن قرية تابعة لعرقية الروهنجيا، مع نية واضحة لتحذير الناس بعدم الحديث عن الحادث.
وكلما اقتربت الشرطة من منازل القرية هرب الرجال، لأن الرجال الروهينجا يواجهون الاعتقال أو الضرب ثم دخلت منزلا روهنجيا وطالبت من المرأة التي فيها تسليم الأشياء الثمينة والنقود والمجوهرات، لأن ابتزاز الشرطة وقوات الأمن هو أمر شائع جدا وعندما رفضت المرأة إعطائهم مجوهراتها، اغتصبها قوات الشرطة والأمن ومن ثم قتلوها أمام أطفالها.
وبدأ الأطفال بالصراخ حتى تجمع القرويون المحليون وجاءوا إلى المنزل احتجاجا لكن الشرطة فتحت النار على القرويين مخلفة ثلاث نساء من الروهينجا، وثلاثة أطفال ورجلا واحدا وأصابت 4 أشخاص بطلقات نارية وتقول السلطات إن من المرجح أن الشرطي قد قتل في نفس الوقت.
وتركت قوات الشرطة والأمن القرية، وعادوا بعد حوالي نصف ساعة بمزيد من قوات الشرطة وقوات الأمن إلى القرية، فضلا عن المدنيين الراخين الذين يقدروا عددهم ما بين 20 إلى30 .
وبدأت قوات الشرطة والأمن باعتقالات جماعية وحاول بعض الروهينجا مقاومة الاعتقال واحتجوا على القتل والاعتقالات من قبل قوات الشرطة والأمن وبدأ المدنيون الراخين أيضا بمهاجمة الروهينجا، بالرفس والضرب بالهراوت حتى الموت.
ولم تتخذ قوات الشرطة والأمن أي إجراءات لوقف ذلك وكانوا يعملون جنبا إلى جنب معهم وقد أخذ اغتصاب نساء الروهينجا أيضا نصيبه في ذلك الوقت وفر معظم سكان القرية.
وبعد المجزرة، كانت ردة فعل الحكومة للتغطية على ما حدث أن منعت أي زائر، ونفت وقوع أي حادث باستثناء مقتل رجل الشرطة ولكن تقارير أكيدة قد تسربت عن المذبحة، والأمم المتحدة اتخذت خطوة غير عادية من إصدار بيان حول الحادث وعدد الأشخاص الذين يعتقد أنهم قتلوا وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بتصريحات تدعو إلى إجراء تحقيقات حول الحادث.
وسقط قناع الإصلاح الذي كانت ترتديه الحكومة بعدما ردت على هذه التصريحات الثلاثة بالرفض .
وظلت العديد من البلدان الأخرى صامتة رغم ما حدث ، وتصريحات الأمم المتحدة والمملكة المتحدة هي أيضا مثال على الصمت .
لماذا تم السماح لحدوث القمع والمجازر ضد الروهينجا ،ولماذا لم تتخذ أي إجراءات عملية لمنع المزيد من المجازر.
ربما قد يكون تعبير حكومة بورما عن غضبها إزاء تصريحات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، هي جزء من خدعة ما.
وفي الواقع هم يعرفون أنه لن يكون هناك أي نتائج لتجاهل التصريحات والأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعرف ذلك أيضا.
لننظر في العصر الحديث .. اندلعت جولتان من العنف ضد الروهينجا، وشرد أكثر من 140،000 ولم تكن هناك عواقب ضد حكومة بورما عندما حدث هذا العنف.
حتى عندما جمعت هيومن رايتس ووتش أدلة على أن العنف يشكل تطهيرا عرقيا وأنها جرائم ضد الإنسانية، كان هناك صمت من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولا تزال المساعدات الإنسانية تواجه القيود الشديدة ولا تتمكن من تسليم المساعدات بحرية وأمان كما أن حكومة بورما رفضت رفضا قاطعا دعوات تعديل قانون الجنسية لعام 1982م.
وقد رفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية معظم العقوبات ، ومعظم الديون التي كانت على بورما ألغيت بشكل فعال دون قيد أو شرط ، وكانت هناك زيادة كبيرة في المساعدات والقروض للحكومة، والدول الغربية تتنافس للتجارة والاستثمار كلما وجدت الفرص .
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي هما المسؤولان علنا بوصف ثين سين بالشجاع وهذه رسالة واضحة إلى حكومة بورما ، افعل ما تريد بالروهينجا ، ونحن سوف ندين ، ولكن لن نتخذ أي إجراءات لازمة .
لقد كانت مجزرة كيلادونغ متوقعة، وربما كان يمكن الوقاية منها ولكن لم يكن هناك أي ضغط حقيقي على حكومة بورما لاتخاذ أي إجراءات ضد هؤلاء الذين يحرضون ويشاركون في أعمال العنف، وإزالة القوانين العنصرية، وتعزيز السلام والمصالحة.
ومن الواضح أن الحكومة البورمية لم تتخذ أي إجراءات لوضع حد للعنف ضد الروهينجا والطريقة الوحيدة التي سيتم تناول هذه المسألة هي من خلال التدخل الدولي، وكخطوة أولى يجب أن يكون هناك تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات ضد الروهنجيا في السنوات الثلاث الماضية.
وسوف يساعد مثل هذا التحقيق على إثبات الحقيقة، ويمكن أن يساعد على منع العنف في المستقبل، و يمكن تقديم توصيات لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف.
السؤال هو : كم من المجازر والأحداث الدموية ستحدث قبل أن تتدخل الأمم المتحدة والولايات المتحدة و المملكة المتحدة لمواجهة الحقيقة ؟
بقلم: تون كين
ناشط في مجال حقوق الإنسان ورئيس منظمة روهنجيا البورمية بالمملكة المتحدة.