[caption id="" align="alignleft" width="300"] بوادر أزمة صحية للروهنجيا مع بدء التعداد في بورما بقلم: ريتشارد بوتر[/caption]
وكالة أنباء أراكان ANA : ترجمة الوكالة
بعد كثير من الغموض والتوتر أعلن رسميا المتحدث باسم الرئاسة البورمية ، يي هتوت ، أن الروهنجيا لن يسمح لهم بتحديد هويتهم كروهنجيا خلال التعداد السكاني.
وتأتي هذه الأنباء بعد قليل من الهجوم الذي وقع على العديد من مكاتب المنظمات غير الحكومية في أكياب (سيتوي) عاصمة ولاية أركان (راخين) حيث اضطر جميع العاملين في المنظمات غير الحكومية تقريبا من إخلاء أماكن عملهم .
ونتيجة لذلك يواجه الروهنجيا في أكياب غموضاً قاسياً في كيفية الحصول على احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الحصص الغذائية.
وقال مقيم في مخيم للنازحين بأكياب : " كان برنامج الأغذية العالمي يوزع المواد الغذائية مرة واحدة كل شهر هنا و كان من المفترض أن يوزع غدا ، ولكن الراخين حطموا كل مكاتب المنظمات غير الحكومية في أكياب .
وقال موظفو البرنامج لأحد قادتنا في اتصال إنهم لا يستطيعون توزيع المواد الغذائية بعد الهجوم. الآن كل النازحين يتساءلون من أين سيحصلون على الطعام. من سيساعدهم ؟ " .
تعرضت المكاتب لهجوم من قبل عصابات الراخين الغوغائية التي تشكل الأغلبية في الولاية والتي قالت أحزابها السياسية إن المنظمات غير الحكومية تساند الروهنجيا عند تقديم المساعدات.
وبالمقابل فإن سلطات ولاية أراكان وحكومة بورما أجبرتا منظمة أطباء بلا حدود على ترك ولاية أراكان الشهر الماضي ، ما يعني فعليا حرمان الغالبية العظمى من الروهنجيا من العلاج الطبي القليل المتاح لهم. "
"سان" امرأة من الروهنجيا تعيش في حي أونغ مينغلار في أكياب ، والذي يعتبر آخر حي مسلم متبقي في المدينة بعد اندلاع أعمال شغب في عام 2012م حين تشرد الروهنجيا من المدينة إلى المخيمات.
حي أونغ مينغلار هو تحت الحراسة العسكرية ولا يسمح للروهنجيا تركه دون إذن وموافقة من الشرطة. وقالت سان في ما يخص الحي :" كانت منظمة أطباء بلا حدود تزورنا ثلاث مرات هنا في اليوم قبل مغادرتهم . الآن حُرم ما يعادل 5،000 شخص من خدماتهم . "
وقال نور ، وهو من هذا الحي ذاته "سترسل الحكومة الآن طبيبا مرة واحدة في الأسبوع لمدة أربع ساعات. المريض جدا يمكنه رؤية الطبيب في ذلك اليوم فقط. إذا حدث طارئ نجمع المال معا لمرافقة الشرطة مع الشخص المريض إلى مستشفى أكياب (سيتوي) ، لكن في بعض الأحيان هناك الرهبان الذين يقومون بدوريات في المستشفى ويبحثون عن المسلمين لإجبارهم على المغادرة. "
وقد اعتُبر طرد منظمة أطباء بلا حدود سياسة حكومية لا إنسانية تم تنفيذها عن علم لأن ذلك سيؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الروهنجيا في الولاية.
بالإضافة إلى سحب المساعدات والرعاية الطبية فإن الروهنجيا يواجهون أيضا مخاوف هائلة بشأن ما قد يحدث خلال التعداد السكاني.
وقد نظم الراخين احتجاجات خلال الشهر الماضي حول إمكانية الروهنجيا من تحديد مصيرهم في التعداد.
و يجادل راخين أن الروهينجا هم مهاجرون من بنغلاديش و لن يعترفوا بمصطلح " الروهنجيا " ، في حين يجادل الروهنجيا أنهم هم من السكان الأصليين ، وأنهم كانوا في ولاية أراكان من عدة قرون.
وهناك شعور قوي بأن الروهنجيا لا ينتمون إلى ولاية أراكان وينبغي ترحيلهم إلى بنغلاديش المجاورة.
وفي حين ازدادت الاحتجاجات ازدادت أيضاً تقارير التخويف ، والتهديد، والمضايقة من قبل الشرطة و سلطات راخين ضد الروهنجيا لإجبارهم على وضع تعبير ' بنغالي ' في التعداد.
بشأن هذه المسألة قال مقيم روهنجي في مخيمات أكياب : " أبلغتنا الشرطة أنه يجب أن نسجل "بنغالي" في التعداد. وعندما قلنا أننا سنضع العرق الخاص بنا قالت الشرطة إننا سنتعرض إلى الهجوم إذا لم نوقع على مصطلح ( بنغالي) " وقد لقيت تقارير مماثلة صدى في جميع أنحاء الولاية.
وهناك روايات مختلفة من مخيمات أكياب أن الغالبية من رجال الشرطة تم استبدالهم أو تم تعزيزهم بالجيش البورمي ولا تزال الصورة غير واضحة ما إذا كان هذا القرار استعدادا لحماية المخيمات أو غير ذلك، و هذا سبب لزيادة الخوف بين الروهنجيا الذين يعيشون هناك.