كشَفت مقاطع فيديو استمرار أعمال العنف المستهدِفة لأقلية الروهينغا المسلمة في إقليم أراكان في ميانمار، حتى بعد زيارة مبعوث الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مطلع الأسبوع الثاني من آب الماضي للإقليم.
من جانبٍ آخَر أنهى وفد برلماني إندونيسي زيارةً إلى ميانمار، حيث دعا إلى لوبي اقتصادي وسياسي وإنساني للضغط من أجل إيجاد حل سلمي شامل لمشكلة مسلمي الروهينغا. وقال رئيس الوفد الإندونيسي هدايت نور وحيد: إنَّ مسلمي الروهينغا يُعانون من مشاكل عدَّة أهمها الظُّلم الاجتماعي ممَّا ينعكس على فرصهم في التعليم والعمل وغيرهما.
رئيس ميانمار
{ من ناحيةٍ أخرى أصدر رئيس ميانمار ثين سين، قرارًا بالعفو عن ثلاثة عمَّال إغاثة دوليين يقضون عقوبة السجن، لتورُّطهم في أعمال عنف طائفية بولاية راخين بغرب البلاد.
وقال الموقع الإلكتروني الرسمي للرئيس: إنَّ الثلاثة مواطنين من ميانمار، وهم: موظف بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والثاني يعمل مع برنامج الغذاء العالمي، والآخر يعمل لحساب منظمة غير حكوميَّة، ثم جرى العفو عنهم ووصف الموقع العمال الثلاثة «بعمال الإغاثة المسلمين».
وكانت محكمة راخين قد قضت الأسبوع الفائت الماضية بحبسِهم لفترات تتراوح بين عامين وستة أعوام، بعد الاشتباكات التي وقعت بين البوذيين ومسلمي الروهينغا في يونيو الماضي، ممَّا أسفَرَ عن مقتل 88 شخصًا، وإصابة 2000 آخرين، وتشريد نحو 90 ألف شخص.
وكانت السُّلطات قد اعتقلت عشرةً من عمَّال الإغاثة الدوليين، لقيامهم بمساعدة الروهينغا في الصراع، وقد أمر رئيس ميانمار بتشكيل لجنة تحقيق، لتحديد المسؤول عن أعمال العنف، كما زار ولاية راخين الأسبوع الماضي.
منظمة هيومن رايتس
{ واتَّهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرٍ سابق لها – استند إلى شهادات نحو ستين شخصًا في راخين – سُلطات أمن ميانمار بإطلاق النار على الروهينغا، وبالضلوع في عمليات اغتصاب، وبعدَم التدخُّل لفك الاشتباكات بين المسلمين والبوذيين، وتحدثت عن عنف تدعمه الدولة.
غير أنَّ سلطات ميانمار تَنفِي اضطهاد الروهينغا، وتؤكد أنَّ قوَّاتها تلتزم «أقصى درجات ضبط النفس» في التعامُل مع الأحداث.
يشار إلى أنَّ أقليَّة مسلمي الروهينغا هدفٌ لسوء المعاملة منذُ عقود، ويعيش نحو 800 ألف إلى مليون شخص من هذه الأقلية في ولاية راخين.
والإمارات تدعو إلى تحرك فاعل
{ أكد عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أن دولة الإمارات تدين الانتهاكات لحقوق المسلمين الروهينغ يا في ميانمار وتندد بأعمال العنف التي تعرضوا لها في الآونة الآخيرة والتي شملت القتل والتهديد وإجبار السكان الأبرياء على مغادرة قراهم ومنازلهم بعد إحراقها من دون مراعاة لحقهم كمواطنين.
ونوه الزعابي خلال مداخلته أمام الاجتماع على مستوى السفراء الذي عقدته أمانة منظمة التعاون الإسلامي في جنيف مؤخرا للاستماع إلى عرض مقدم من أنتونيو غوتيراس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن الوضع الإنساني لمسلمي الروهينغيا في ميانمار، بأن الإمارات عبر وزير خارجيتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كانت أول الداعين إلى تحرك دولي لحماية المسلمين في ميانمار، ووقف أعمال العنف التي يتعرض لها المسلمون الروهينغ يا، من خلال دعم مبادرة منظمة التعاون الإسلامي ومن خلال الدعوة إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان للمسلمين في ميانمار، فضلاً عن الدعوة إلى تحرك دولي تقوده منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وأبرز في هذا الصدد أن الإمارات تدعم قرار مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الرابع المنعقد في مكة المكرمة يوم 14 و15 من شهر آب الماضي الذي ينص على اعتماد التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة بما في ذلك تشكيل فريق اتصال تابع للمنظمة لتدارس قضية مسلمي الروهينغيا.
المصدر: اللواء