وكالة أنباء أراكان ANA:
بقلم/ الشيخ: دلدار محمد إسحاق ميانجي
ينتشر في الوقت الحالي في كثير من القرى في أراكان دلالون يرغبون الشباب الروهنجي في السفر الى تايلاند أو ماليزيا هربا من جحيم البوذيين في ميانمار ، وهؤلاء ينسقون بين المسافر وبين قوارب الموت ، وأحيانا تأتي عبارات نقل الأخشاب بدلا من القوارب والزوارق ، ومن يرغب في السفر يدفع للدلال ثلاثمائة ألف كيات بورمي ، الدلال يستأجر زوارق مخصصة لصيد الأسماك الصغيرة لنقل الشخص إلى القارب أو العبارة التي تنتظر في عرض المحيط الهندي، وحكومة بورما تعرف تفاصيل عملية النقل والوسائل والأشخاص المشاركين في توصيل الشخص إلى القوارب داخل المياه الإقليمية أو خارجها دون أذونات وأوراق سفر رسمية ، ومن الشنيع أن ترى قوارب حرس السواحل تنقلهم إلى العبارات، لأن العسكر يستفيدون في هذه العملية من ناحيتين : ناحية الرشوة التي يستلمونها من الدلالين ، ومن ناحية تقليل عدد المسلمين من أراكان سلميا، وخاصة فئة الشباب الذين يشكلون خطورة عليهم في الدفاع عن الروهنجيا في حالات الهجوم عليهم من عرقية الموغ أو من قبل العسكر.
يمﻷون القارب بالركاب أكثر من طاقته ، فبعضهم يجلس على حافته ، وبعضهم يستمر واقفا يظن أن ماليزيا عند مدخل قريته .
المخاطر : يفقدالمركب توازنه فينقلب، أو تتفكك أخشاب المركب المهترئ اصلا، لاتوجد أي سترات أمان، ولا بالونات سباحة، والركاب أصلا سكان أدغال، لم يروا ولم يسمعوا بهذه اﻷشياء، وبعضهم لأول مرة يركب القارب، ول ايجيد السباحة، لا توجد لدي الربان أجهزة الإنذار، ولا أنظمة الاستغاثة البحرية ولا أجهزة اتصالات، لأن هذه القوارب أصلا لصيدالأسماك وليس لنقل الركاب.
أصحاب القوارب : من ضعاف النفوس البنغلاديشين أو التايلانديين أوالماليزيين، لايعرفون الرحمة وقلوبهم قاسية جدا، يؤذون الركاب ، و يرتكبون الفواحش ، ويغتصبون النساء على مرأى من الركاب الذين تعودوا على السكوت في مثل هذه الحالات خوفا على أنفسهم، لأن من يعترض سيرمى به في البحر. (عجبا للروهنجيا ! كيف تعلموا الخضوع؟ كيف تدربوا على الاستسلام؟) .
يسير المركب قليﻻ ، يخرجون من المياه الإقليمية، يصلون وسط المحيط الهندي ، تنقطع شبكات الجوالات، لا يرون أي أثر للبشر أو الأرض ، فإذا أمواج كالجبال أعلى من المركب تحاصر المركب من كل ناحية .
ماهي إلا لحظات وينقلب المركب أو تتفك أخشابه المهترئة، والركاب مششتون في مياه المحيط الهندي، لا مغيث لهم إلا الله.
لماذا ركبوا هنا؟ يريدون حياة جديدة ، ﻷن حياتهم في قريتهم لا أمل لهم فيها ، ففي كل لحظة هناك يرون شخصا يموت مهانا ذليلا على أيدي العسكر البورمي أو شعب الموغ المحمي من الحكومة، يطلبون حياة جديدة، ولكن يشاء الله أن لا تكون حياتهم الجديدة إﻻ في عالم البرزخ.