وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
تؤثر التكنولوجيا الحديثة في المجتمعات بشكل كبير وبطرق لم تكن مقصودة في الأساس، إذ جرى اختراع الراديو في الحرب العالمية الأولى لالتقاط الشيفرات، لكنه أصبح بعد ذلك من المقتنيات الرئيسة في كل بيت.
وبالطريقة ذاتها، جرى تأسيس فيسبوك ليكون منبراً للتواصل الاجتماعي بين طلاب الجامعة. لكنه اليوم، في ميانمار، يساعد في تغذية حرب الإبادة ضد شعب الروهنغيا.
ووفقاً لموقع (كوارتز) فإن الدراسات المتعلقة بأزمة ميانمار تؤكد أن استخدام الإنترنت في ميانمار أمر خطير للغاية.
وفي 2010، كان عدد مستخدمي الإنترنت في ميانمار لا يتجاوز 130 ألفاً وجميعهم يخضعون لرقابة صارمة.
وفي غضون سبع سنوات، هبطت أسعار شرائح الجوال من ثلاثة آلاف دولار إلى نحو دولار واحد فقط، كما خففت الحكومة قوانين الرقابة، وسمحت لفيسبوك باجتذاب نحو 30 مليون مستخدم في ميانمار، كثير منهم يعتقدون أن فيسبوك مهم مثل الإنترنت تماماً.
ومنذ بدايات شهر أغسطس، شنت قوات الأمن الميانمارية حملة الأرض المحروقة ضد الروهنغيا، حيث قتل نحو 6.700 شخص منهم وأجبر 645.000 على اللجوء إلى بنغلادش بحثاً عن الأمان.
وإضافة إلى الراهب البوذي المتطرف آشين ويراثو، كانت هناك مجموعة ضخمة من صفحات فيسبوك تنشر خطاب الكراهية.
وتحوي المنشورات المعادية للروهنغيا رسوماً سياسية عنصرية، وصوراً مزورة، كما تطلق أحياناً حملات من الأخبار الكاذبة. ومع انتشار هذه المحتويات، أصبح خطاب الكراهية أمراً طبيعياً، وأصبح ارتكاب أعمال عنف ضد الروهنغيا أمر مرحب به بل ويحظى بالثناء والتشجيع على صفحات فيسبوك.
هذه الخدمة الافتراضية تخدم مصالح السلطة العسكرية في ميانمار. ويعتبر كثيرون أن حملة التضليل التي نشرت عبر فيسبوك تبرر اتهام الأمم المتحدة سلطات ميانمار بالتطهير العرقي.
ويستطيع سكان ميانمار حالياً الوصول إلى الإنترنت بشكل مباشر وبأسعار زهيدة على أجهزة الجوال. ومع أن أنصار حرية الكلام أثنوا على هذه الخطوة، إلا أن خط المعلومات المفتوح هذا يقوي الجانب السيء لفيسبوك الذي يستخدم للتضليل. استفاد الجيش الميانماري من هذا الجانب، وصار يستغل فيسبوك لنشر دعايته عبر الإنترنت في ميانمار اليوم.