وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
وصل وزراء وجنرال من ميانمار إلى عاصمة بنغلادش دكا الخميس، لبحث خطة إعادة مسلمي الروهنغيا الذين فروا من الهجمات العسكرية على قراهم في إقليم أراكان.
جاء هذا في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية سلطت فيه الضوء على إمكانية عودة الروهنغيا إلى وطنهم بعد حملة الأرض المحروقة التي شنها الجيش في ميانمار ضدهم، وأجبرتهم على الفرار لبنغلادش.
وقالت الصحيفة، في أقل من نصف عام، نجا حوالي 700 ألف شخص من الروهنغيا من الهجمات التي وصفها المجتمع الدولي بأنها “تطهير عرقي” من قوات الأمن، وهو ما تنفيه الحكومة وتقول إنها ملتزمة بإعادة الروهنغيا الذين فروا إلى بنغلادش مؤخرا.
ويتوقع البعض أن الاجتماعات التي تعقد بين اللواء “كياو سوي” وزير داخلية ميانمار واسدوزامان خان كمال نظيره البنغلادشى تستهلك في الكثير من الإجراءات، وعلى مدى أشهر من المحادثات، اتهم كل جانب، الطرف الاخر بالفشل في وضع اتفاقية طوعية للعودة وقعت نوفمبر الماضي.
ودعت رئيسة وزراء بنغلادشية الشيخة حسينة الاثنين المجتمع الدولي لزيادة الضغط على ميانمار للسماح بعودة الروهنغيا، إلا أن السلطات في ميانمار تشير بأصابع الاتهام نحو الطرف الآخر.
وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة في ميانمار:” اننا مستعدون لعودة الروهنغيا إلى الوطن، إلا أن الجانب البنغلادشي ليس جاهزا “.
وأوضحت الصحيفة، أن الجميع يتحدث، ولكن ما لم يتكلم عنه أي طرف، هو ما يريده مسلمو الروهنغيا.
وبدأ الروهنغيا بالفرار من ميانمار بأعداد هائلة في أغسطس الماضي إثر هجمات شنت ضدهم، حيث لقي ما لا يقل عن 6700 شخص مصرعهم في أراكان مؤخرا، بحسب منظمة أطباء بلا حدود، ولا تزال نساء الروهنغيا يعانين من صدمات نفسية بسبب الاغتصاب وما حدث لهن.
واستمرار رفض ميانمار الاعتراف بأي فظائع ضد الروهنغيا يقلق الكثيرين من أولئك الذين يلجؤون إلى بنغلادش.
وقال “محمد زاهد علام” يعيش في مخيم للاجئين في بنغلادش:” سنعود، ولكن يجب أن نحصل على السلامة.. نريد حياة أمنة”.
وبعيدا عن قضية الأمن الأساسية، فإن معظم الروهنغيا ليس لديهم اهتمام يذكر بالعودة إلى بلد حرمهم من الحقوق الأساسية، مثل التنقل والتعليم العالي، وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا مهاجرين غير شرعيين ، وجرد معظمهم من جنسيتهم، رغم أن لديهم جذور طويلة في المنطقة.
ويقول قادة مجتمع الروهنغيا في معسكرات بنغلادش إنهم لن يعودوا إلا إذا أعطتهم الحكومة الميانمارية نفس الحقوق التي منحتها للعشرات من مجموعات الاقليات العرقية الاخرى.
وقال محمد عثمان الذي وصل لبنغلادش في مطلع سبتمبر الماضي إن:” مطالبنا معروفة للجميع.. نريد حقوق المواطنة الكاملة”.
واتفقت ميانمار وبنغلادش على عودة الروهنغيا الذين يثبتون هربهم إلى بنغلادش منذ أكتوبر 2016، وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإعادة للوطن بحلول 23 يناير، إلا أن الموعد تأخر بدون تحديد موعد جديد.
ووقع اتفاق آخر في منتصف يناير ينص على أنه ينبغي اكتمال عودة الروهنغيا في غضون سنتين، ولكن بصرف النظر عن عدد الأشخاص الذين عادوا لميانمار، بما في ذلك بعض العائلات الهندوسية، لا أحد يتعجلن بحسب الصحيفة.
وعلاوة على ذلك، تتهم جماعات حقوق الإنسان ميانمار بأن تبذل القليل من أجل لتهيئة ظروف آمنة لعودة الروهنغيا إلى الوطن.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن” السلطات الميانمارية لم تبد أي قدرة على ضمان عودة اللاجئين الروهنغيا الآمنة والكريمة والطوعية على النحو المنصوص عليه في المعايير الدولية”.