وكالة أنباء أراكان ANA | دنيا الوطن
بقلم: أحمد الملا
انتشرت قبل أيام في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل من أطفال مسلميّ ميانمار يظهر هذا الطفل ملقى فيها على وجهه على الوحل وهو ميت برصاص طواغيت ميانمار " بورما " أثناء محاولة هروبه مع عائلته إلى دولة بنغلاديش وكانت النتيجة أن يُقتل هو وعائلته إلا أبيه الذي نجا ليحكي قصته, وقد تناولت العديد من وكالات الأنباء قضيته .
السؤال هنا : بماذا يختلف هذا الطفل المسلم الميانماري عن الطفل عيلان أو آيلان السوري ؟ لماذا لم يضج ضجيج مدعي حماية الإسلام " عموماً " عن هذا الطفل وغيره وعن كل المسلمين الذين يتعرضون للقتل والتعذيب على يد حكامهم ؟
الجواب واضح كما أتصور عند الجميع وهو : سبب تغاضي هؤلاء المدعين " مدعين حماية الإسلام والمسلمين " وخصوصاً الحكام العرب والمسلمين هو إنه لا توجد أي مصلحة لهم مع هؤلاء المسلمين الذين يقتلون في ميانمار كما في سوريا, والكلام هنا يخص جميع الحكام من كل الطوائف والمذاهب, فلا فائدة ولا مصلحة شخصية ومنفعة دنيوية يمكن أن يحصلوا عليها من أجل الحماية والدفاع عن هؤلاء المسلمين المضطهدين على يد جلاديهم, لكن التدخل في سوريا والعراق واليمن وبعض البلدان الأخرى جاء نتيجة لمصلحة تخص مكانتهم ومصالحهم ومنافعهم الدنيوية ولم يكن شعار الدفاع عن الدين والإسلام والمسلمين إلا واجهة يغطون بها على سبب تدخلهم الحقيقي في شأن بعض الدول ولا يوجد دافع اسمه " حماية المسلمين والإسلام والدفاع عنه ".
وكذا الحال بالنسبة للدول الغربية والشرقية غير المسلمة التي تدعي حماية الإنسان وحقوقه فهي تتعامل مع مصالحها فقط وفقط .
نحن هنا لا ندعوا إلى حرب وقتال وسفك دماء بل نريد على أقل تقدير أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ودولي يلزم الحكومة الميانمارية بوقف هكذا ممارسات بحق المسلمين وإلا يكون هناك تدخل كما يحصل الآن في سوريا والعراق, فما تمارسه هذه الحكومة بحق مسلميّ ميانمار لا يختلف تماماً عما تفعله عصابات داعش بحق المسلمين والعرب وباقي الديانات, فمن المفترض كما انتفض الجميع من حكام عرب ومسلمين وغيرهم من الدول الغربية ضد عصابات داعش أن يتخذوا موقفاً أممياً مع حكومة ميانمار خصوصاً وأنها حكومة رسمية وخاضعة لقوانين وضوابط الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيكون ردع حكومة ميانمار أقل مؤونة ولا يكلف جيوشا وأسلحة بل كل ما يكلفهم هو قرار دولي يوقف تلك الممارسات وفي حال عدم التزام الجانب الميانماري بكهذا قرارات تفرض عليها عقوبات اقتصادية أو غريها بحيث تجبرها على احترام المسلمين هناك...
لكن وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") التي بين فيها أكذوبة بعض الأنظمة التي تدعي حماية الإسلام أو المذهب أو الطائفة أو العروبة, حيث قال ((...الآن السنة الذين هربوا إلى خارج العراق والشيعة الذين هربوا إلى خارج العراق أين ذهبوا؟ في زمن صدام هل البلدان العربية استقبلت العرب من السنة والشيعة؟ هل البلدان غير العربية استقبلت السنة والشيعة بعنوان المسلمين؟ هل البلدان الشيعية غير العربية استقبلت الشيعة؟ لكن من وقف للعراقيين؟ لم يُستقبل العراقيون لا هنا ولا هناك!!! هل البلدان استقبلت السنة والشيعة بعنوان المسلمين وتعاملت تعامل إنساني، تعامل الأحرار، تعامل بكرامة، تعامل دون الاستغلال، أم هرب الناس من هنا وهرب من هناك، أو لم يُستقبل أصلًا العراقيون لا هنا ولا هناك، وأيضًا الآن نرى هذا الأمر، أين ذهب الناس؟ أين ذهب الشيعة وأين ذهب السنة؟ إلى أين هاجر الشيعة وإلى أين هاجر السنة؟ المليشيات السنية والشيعية، قوى التكفير السنية والشيعية، الدول السنية والشيعية كلٌّ يدّعي أنّه يحمي المذهب لكن من وقف للعراقيين؟؟ هل سمح أحد للعراقيين بأن يمكثوا في صحراء من صحارى البلدان العربية أو غير العربية؟ من سمح لهم بأن يفعلوا هذا؟ أين ذهبوا؟ ذهبوا إلى بلاد الغرب، ذهبوا إلى بلاد الكفر لكن وجدوا الأمان هناك، ومع هذا يُقال نحن حماة المذهب وحماة الطائفة وحماة الدين وحماة القومية وحماة العروبة وحماة الإسلام وحماة الأخلاق!..)).
فإن كانت المنظمات العالمية الكبيرة غير ملتفتة لتلك الجرائم بحق مسلميّ ميانمار فأين ذهبت المنظمات الإسلامية والعربية والخليجية ؟ وأين الجامعة العربية ؟ لماذا يُشكل تحالف إسلامي كبير من أجل مسلميّ سوريا ولا يُشكل من أجل ميانمار كورقة تهديد مثلاً ؟ لماذا لا تقوم تلك المنظمات بالضغط على الأمم المتحدة نحو اتخاذ ما يلزم إزاء ميانمار ومأساة المسلمين فيها ؟ فصمتهم وسكوتهم قد أسقط قناع الادعاء بحماية الإسلام والإنسانية لتظهر حقيقة الدفاع وحماية المصالح الشخصية لهذا الحاكم أو ذاك فقط وفقط.
التعليقات 25
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أ. اخلاص المسيليم
10/01/2017 في 12:04 am[3] رابط التعليق
مع شديد الاسف لم نرى اي قيمة للدماء في بلاد العرب مالم يكن وراء تلك الدماء تحقيق للمصالح التوسعية والمنافع الشخصية لقادة الدول العربية وغيرها ممن يدعون حماية الاسلام والمذاهب ،
(0)
(0)
عبد الاله
10/01/2017 في 12:11 am[3] رابط التعليق
جرائم يندى لها جبين الانسانية اين الايوجد حر شريف يدافع عن هؤلاء المساكين اين المتبجين بالديمقراطية وحقوق الانسان انا لله وانا اليه راجعون
(0)
(0)
كمال عبدالمجيد
10/01/2017 في 12:12 am[3] رابط التعليق
فالركون الى التناحر لحل القضايا والخلافات العقائدية و السياسية سيؤدي الى المزيد من التفكك والانهيار لكن المرجع العراقي الصرخي الحسني يعلق امالا كبيرة على المعتدلين من كل المذاهب لإيجاد الأرضية المناسبة لمشروع الوحدة الاسلامية القائم على اساس الحوار البناء .ونحن اليوم في أمس الحاجة الى هذا المشروع لما يتعرض له الاسلام من هذه الظواهر .
(0)
(0)
محمد الدراجي
10/01/2017 في 12:13 am[3] رابط التعليق
بالفعل الجرائم والفضائع التي ترتكب في بورما بحق المسلمين والسكوت عنها يُزيل ويُسقط القناع عن وجوه لطالما صدعت الرؤوس بشعارات حقوق الانسان والمواطنه وحق العيش الكريم ومحاربة الارهاب ومحاربة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية ولكن لاعتب عليهم لاننا نعلم جيدا انها شعارات براقه الغرض منها حماية سياساتهم ومصالحهم ولكن العتب كل العتب على الحكام العرب والمسلمين لماذا السكوت لماذا الخنوع والخضوع فأنتم محاسبون امام الخالق جل وعلا .
(0)
(0)
الاستاذ بهجت الكناني
10/01/2017 في 12:16 am[3] رابط التعليق
مُخطئ وَوواهم مَن يَظنَ أن الارهاب وَليد الحاضر وَمُنبثق من صراعات وليدة اللحظة ،وَمُخطئ مَن يَظنُ أن الصراع مِن أجل الانتصار للدين أو لمذهب وطائفةّ مُعينة،بل أن الصراع من أجل مصالح دول كبرى وعلى رأسها بني صهيون لاخضاع كٌل الشعوب تحت سيطرتها لذلك سخرت مُنذ القدم أُسس أهدافها ولكي تصل الى ظالتها لابد من تشوية الدين الاسلامي وتفرقة المجتمعات العربيه واختلاق صراعات ونزاعات وتناحرات تُهيئ الاسباب لبناء دولة بني صهيون وليس من سبيل الا انتحال الدين من تجار الدين وفي كلى الطائفتين الغايه منها اثراء الطائفية ودس المفاهيم التي تشوش الفكر الاسلامي وبصوره منمقه لاينتبه لها الا اصحاب الالباب والعقول النيرة..
(0)
(0)
سعد الشمري
10/01/2017 في 12:25 am[3] رابط التعليق
انها جريمة بحق الانسانية اسقطت اقنعة من يدعي الاسلام من العمائم المزيفة
(0)
(0)
احمد جبريل
10/01/2017 في 12:29 am[3] رابط التعليق
الطفل ان كان من اسرائيل الغاصبة لقامت الدنيا لكنه مسلم والمسلمين دمائمهم مباحة
(0)
(0)
جعفر الحديدي
10/01/2017 في 7:23 am[3] رابط التعليق
ان اقنعتهم اضعف من بيت العنكبوت
(0)
(0)
احمد
10/01/2017 في 12:48 pm[3] رابط التعليق
والله كلامك صحيح ودقيق
(0)
(0)
جاسم علي
10/01/2017 في 1:25 pm[3] رابط التعليق
المحاضرة التاسعة “وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري”
للاستماع الى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany
لمشاهدة البث الفيديوي على اليوتيوب
https://youtu.be/XO3nRsgugEE
https://www.al-hasany.com/live/
(0)
(0)
جاسم علي
10/01/2017 في 1:29 pm[3] رابط التعليق
يامدعي حماية المسلمين اين انتم من هذا التوحش في قتل المسلمين في بورما اتقوا الله في دينكم يامن ادعيتم الدين ادعائا كاذبا لكسب مصالحكم الشخصية وتركتم الاطفال والنساء والشيوخ في ايدي البوذيين يقتلون بلا ذنب ارتكبوه مجرد انهم اعتنقوا الاسلام – الخزي والعار لكم ياحكام العرب
(0)
(0)
nadia al jwahery
10/01/2017 في 3:37 pm[3] رابط التعليق
لو ان هناك احد يدعي حماية الدين والانسانية بما تعني الكلمة من معنى لما حصلت هذه الجرائم بحق الانسانية والمستضعفين، ولكن ما يحصل هو تحقيق مصالح دول كبيرة ، لان كل ما يمس مصالحهم فهو مرفوض عندهم وان كان يتعلق بمصير ومصلحة شعب. اما اذا كان يحقق لهم منفعة ضيقة فالعملعليه مبرر عندهم وان كان يسبب ابادة شعب او تحطيم دول(كما يحصل في العراق وسوريا واليمن)
(0)
(0)
الاسلام دين العدالة
10/01/2017 في 3:43 pm[3] رابط التعليق
الدول الاستكبارية لايهمها سوى مصالحا فهي لاتهتم بدماء الابرياء سواء كانوا مسلمين او غيرهم
(0)
(0)
مازن العراقي
10/01/2017 في 5:29 pm[3] رابط التعليق
الدماء المسلمة رخيصة سببها السلاطين
(0)
(0)
ابو زهراء الربيعي
10/01/2017 في 5:33 pm[3] رابط التعليق
في دولنا العربية خصوصا ليس هناك كرامة للانسان الا بقدر اطاعته واخلاصه لحكامه فالمسلم الجيد الورع هو من يطيع الحاكم حتى لو كان الحاكم ظالم وجائر واذا ما حاول المواطن المسكين الاعتراض على الحاكم فهو خائن وفاسق وملحد وكافر وبالتالي يجوز قتله بل يجب وهذه حالنا في دولنا العربية وسيبقى الحال هكذا الى ان نتخلص من هؤلاء الحكام الظلمة
(0)
(0)
امير علي
10/01/2017 في 6:08 pm[3] رابط التعليق
كل الدعواة التي تطلق من هنا وهناك من الجامعة العربية ومن الامم المتحدة ومن وغيرها من منظمات عبارة عن تصريحات جوفاء لايستتبعها تطبيق قرارات وانما هي حبر على ورق ان صدرة فما بالك ان لم تصدر نهائيا وعليه نقول من امن العقاب اساء الادب وانتهك كل معايير الانسانية
(0)
(0)
ليث العراقي
10/01/2017 في 6:20 pm[3] رابط التعليق
في الحكومات العربيه لم يبقى من الاسلام الا اسمه
(0)
(0)
اصيل الخفاجي
10/01/2017 في 6:53 pm[3] رابط التعليق
حيا الله المرجع الصرخي الذي وقف مع كل الشعوب المستضعفة
(0)
(0)
احمد البارودي
10/01/2017 في 7:50 pm[3] رابط التعليق
السيد الصرخي الحسني وضع النقاط على الحروف وكشف اقنعة الكذب والخداع التي يلبسها المستأكلين باسم الدين
(0)
(0)
احمد امناجد
10/01/2017 في 8:25 pm[3] رابط التعليق
طالما تباكى اللاهثون وراء المناصب على الاسلام والدين لعق على لسانهم وسرعان ماتنكشف اطماعهم وسكوتهم عن الجرائم .
(0)
(0)
محمد نور
10/01/2017 في 10:01 pm[3] رابط التعليق
المرجع الديني الاعلى العراقي العربي سماحة السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) قائد الثورة العلمية في عصر الجهل والضلال والانحراف .
(0)
(0)
ابو مصطفى
10/01/2017 في 10:11 pm[3] رابط التعليق
الدول ليس اسلاميه ونما دول مصالحيه اصحاب مصالح اين تكون مصلحتهم يلتفون حولها اين دفاعهم عن الاسلام اين موقفهم من المسلمين المضلومين في كل بقاء الارض
(0)
(0)
هيثم نعمان
10/01/2017 في 10:12 pm[3] رابط التعليق
مقال رائع وكاتب رائع واللأروع هو الاحساس بالاخرين فنحي الرائع والرائع والاروع والأروع من ذلك هو انك تجد شخص يدافع عن كل الناس امثال السيد الصرخي دام ظله الذي اوجد شخصه مدافعا عن الانسانية جمعاء وبمواقفه المتنوعة الانسانية والاجتماعية والعقائدية ..
(0)
(0)
ابو مصطفى
10/01/2017 في 10:13 pm[3] رابط التعليق
اللهم احفظ المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني
صاحب المواقف المشرفه صاحب العلم
(0)
(0)
معن الجبوري
11/01/2017 في 12:23 am[3] رابط التعليق
حكام العرب والمسلمين ظالمين غارقين في الترف و الفجور والفساد لاوفقهم الله واخزاهم في الدنيا والاخره
(0)
(0)