بقلم: طايل الضامن
وكالة أنباء أراكان ANA | الرأي
«أية كراهية تلك التي تدفع إنسانًا إلى طعن طفل بالسكين وهو يبكي للحصول على حليب أمه التي تتعرض للاعتداء الجنسي على يد قوات الأمن المسؤولة أصلًا عن حمايتهما؟»... بهذه الكلمات الموجعة لخص المفوض السامي لحقوق الإنسان الامير زيد بن رعد المشهد الذي يعيشه مسلمو (الروهنغيا) الآن، في ميانمار.
كما نتساءل نحن هنا، لماذا هذا يحدث في عالم تنادي فيه القوى العالمية بنشر ثقافة حقوق الإنسان، والديمقراطية، واحترام الآخر، إما أن مسلمي الروهنغيا هم خارج هذه المبادئ والقيم الحضارية ؟.
إن الصمت العالمي على هذه الجرائم البشعة، منذ سنوات عديدة يجسد النظرة الحقيقية إلى الإسلام، وترجمة مسبقة لمواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تصنيف شعوب إسلامية بدول كبرى بالإرهاب، لمجرد أنها شعوب إسلامية.!
قبل أيام هرب مئات المسلمين من ميانمار إلى بنغلاديش، حتى لا يكونوا فريسة لآلة القتل البوذية والاغتصاب الجماعي الذي يتم على مسمع المجتمع الدولي ، فقد أشار تقرير أممي يستند إلى إفادات 220 ضحية، هربوا إلى بنغلاديش، أن «قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصابات جماعية بحق مسلمي الروهنغيا».
وتقول مستشارة رئاسة الدولة في ميانمار والحائزة على جائزة نوبل للسلام !!، أونغ سان سو تشي وهي الرئيسة الفعلية لميانمار حسب مسلمي الروهنغيا أنها تدرس التقرير، إلا أن رئيس مجلس الروهنغيا في أوروبا، الدكتور هلا كياو، قال إن الأخيرة «لن تفعل شيئًا حيال حماية الروهنغيا، وستكسب مزيدا من الوقت لتنفيذ حملات الاضطهاد والإبادة «.
من سيحمي الأقلية المسلمة في أراكان (راخين) التي تعد إحدى أكثر ولايات ميانمار فقرًا؟ وتشهد منذ عام 2012 أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين؛ ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص، وتشريد أكثر من مئة ألف.
على العالم الإسلامي ، بحكوماته ومنظماته خاصة منظمة التعاون الإسلامي، عدم الاكتفاء بدعوة مجلس الأمن والمنظمات الدولية الى حماية مسلمي الروهنغيا من إبادة البوذيين، بل عليها تشكيل موقف إسلامي فعّال، لمعاقبة دولة ميانمار واتخاذ قرارات تنفيذية على هذا الصعيد
، يصل إلى حد فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية ، واستخدام الضغوطات الدولية لحماية الأقليات المسلمة.
تبقى جهود الأمير زيد بن رعد مثمنة ومقدرة لما لخصه من معاناة يعيشها شعب الروهنغيا، إلا أن هذا الجهد يحتاج إلى تكامل الجهود الدولية خاصة من العالم الإسلامي لدعمها وتشكيل رأي عام عالمي وإبراز بشاعة ممارسات ميانمار ضد مسلمي الروهنغيا.