تعود جذور مخطط التطهير العرقي للمسلمين في ميانمار (بورما) إلى أواخر الثلاثينات من القرن الماضي وبغطاء من انجلترا… منذ تلك الحقبة حتى اليوم، ومع استمرار المجازر الوحشية في «أراكان»، لا يبدو أن للأمة الإسلامية، حكومات أم منظمات، أي دور يذكر سوى تلك التصريحات التي تتناقلها الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية! وهذا الموقف المقلق بمثابة إسقاط قناع «الأمة الإسلامية» أمام القضايا المصيرية الكبرى التي تتطلب وحدتها وتضافرها وذودها عن دماء أبناء الأمة، والامتحان الأكبر سيكون أمام منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها بمكة المكرمة اليوم (الثلثاء) وغداً (الأربعاء) 14 و15 أغسطس/ آب 2012 للتباحث بشأن ملفات مهمة كبيرة كملفي سورية وميانمار… مع أن الكثير من المراقبين لا يعولون كثيراً على القمة الإسلامية «الاستثنائية»! ويرون أن الملف السوري سيطغى على ملف مسلمي ميانمار.
ما يحدث في ميانمار خطير للغاية! فوراء الأكمة ما وراءها وهذا ما تحاول «الوسط» كشفه من خلال هذا الملف السياسي الوثائقي… فحكومة «ميانمار» التي يرأسها ثين سين تدعم الجماعات البوذية المتشددة لتنفيذ مخطط عنصري عرقي انطلق في العام 1937 لإخلاء «ميانمار» من المسلمين في واحدة من أبشع الموجات العنصرية تشهدها البشرية في عالمنا المعاصر وسط صمت دولي محير لا تنهيه البيانات والمواقف الاستنكارية السمجة بين الحين والحين.
ويبدو أن منظمة التعاون الإسلامي في (مأزق) حيال ملف ميانمار، فالاجتماع المقبل في مكة المكرمة، وموعده الذي بدا مبتعداً ومتأخراً عن ضراوة الأحداث المتصاعدة في «أراكان»، لن يخرج بأية نتيجة لحماية المسلمين هناك كما يرى الكثير من المحللين والمتخصصين طبقاً لما طروحه من آراء في هذا الملف كما سنرى!
ولعل منظمة التعاون الإسلامي ذاتها، تدرك بأن وراء ميانمار مخطط خطير لإبادة المسلمين عرقياً، ومع ذلك، بدأت عملها في الأسبوع الأخير من شهر يوليو/ تموز 2012 بالحديث عن المساعدات وتحديد الاحتياجات التي تستطيع المنظمة توفيرها كما جرى في اجتماع عقد على مستوى مندوبي المنظمة في مدينة جدة يوم 22 يوليو، موصياً في ختامه بأن (تتم مناقشة القضية، أي قضية مسلمي ميانمار) على أعلى مستوى في العالم الإسلامي»!
صيغة الحل… تفاصيل مروعة
ويؤكد المحلل الاستراتيجي بالمركز الدولي في بنغلاديش، أختر فتكمياه أن البحث عن صيغة حل لأزمة المسلمين في «أراكان» بالنسبة للأمة الإسلامية، ممثلة في منظمة التعاون الإسلامي، هو بمثابة رؤية الخنجر مغروساً في القلب بالعين المجردة وإدعاء غير ذلك! إن هناك مخططاً عرقياً خطيراً للقضاء على المسلمين يقوده رئيس ميانمار ثين سين ذاته وبدعم من أطراف دولي ومنها انجلترا ذات التاريخ السيئ في دعم البوذيين «الماغ» في مجازرهم ضد المسلمين، ويخطئ من يعتقد أن منظمة التعاون الإسلامي لا تعلم بهذه الحقائق الموثقة، والمسألة الأخطر أن الدول الإسلامية تركت المذابح تتوالى على مدى العقود الستة الماضية ولم تحرك ساكناً.
المصدر/الوسط