وكالة أنباء أراكان ANA:
بقلم: أمينة العثماني
هؤلاء هم : أطفال أركانيون يأوون إلى سقيفة البؤس من أشعة الشقاء و رمضاء القدر ، وبالقش عن شراسة الحياة و قسوة العيش ، فقد أفسد الزمن منهم ملامح البراءة وأرهقها بصفعة الحاضر، وتمادى الواقع عليهم حتى ظلّ ينخر طفولتهم بشفرة الألم و يمزقها بآلة الجور، فغدت وجوههم كما لوحة كئيبة تجسد وقائع الأمس وتروي تفاصيل الأحداث وعمق الوجع !
إذ لن ترى منهم أحدا إلا و اقتحمت أساريره تجاعيد الحزن ، واجتاحته غصة العناء ، وانتابه ذهول الانهيار وغزته مرارة الحال وتخطفه كدر الانكسار .
هذا هو حال الطفل الأركاني؛ تشيخ آماله وتفنى وهو ما يزال في عهد الصبا ، وتهرم أحلامه وتهوى أمانيه دونما أن يلهو أو تصافحه بهجة الكون ! فكل ما حوله خيمت عليه الكآبة واكتسحته الوحشة .
لهذا يندرُ أن ترى بسمته وإن بزغت من خلف غمامات الهم تلحظها كخديجٍ هزيل لا يُضمن بقاؤه ، وتشهد معها في الوقت ذاته بكاء عينيه و نحيب جوارحه وكأنما خُلِق ليخوض معركة من أجل أن يبتسم !
هذا وإن مرت عليهم ليالي الأفراح وبشائر الأعياد تمر على مضض ، فلا يستقر في جوف أراكان سوى مستنقعات الدماء أو السيول المُثقلة بهياكل الغرقى .
فأنى يشعر أولئك الصبية بسرور العيد وجمال التهاني وهم عرايا كصحراء قاحلة لا تسترها الحشائش فتُرى جرداء مقفرة !
أنى يفرحون وهم جوعى !
أنى يفرحون وهم فقراء !
أنى يفرحون و هم مرضى !
أليست فرحة الأطفال بالعيد هي فرحتهم بكسوة العيد والحلوى واللهو؟ فمن أين لهم ذلك !!
الفرحة في تعريفها بحسب أوضاعهم : مجرد سراب ، أما عن سعادتهم فهي : رغبة .
ولا أظن أن هناك من يستطيع تحقيقها و إن تضافرت جهود جميع الدول لتحقيق ذلك دون المملكة العربية السعودية، فصدقاً لن تكون جهودهم ذات وقع بالغ و أصداء مسموعة إلا بمملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية؛ لأن المملكة هي الوحيدة التي تقف وقفات عظيمة ومشهودا لها بذلك، فكم كانت تنتفض لتجود و تعصف لتعطي .
أملنا في الله عز و جل أولا ثم أملنا في ملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود .
أملنا في علماء ومشايخ وتجار المملكة العربية السعودية
أملنا في شعبها السخي الكريم وبإذن الله تعالى لن يكون كل ذلك مجرد أمل ، ولن تكون فرحتهم سرابا و سعادتهم رغبة