وكالة أنباء أراكان ANA: خاص
بقلم : حليمة شمس
أعلم أن كلمـة الصبـر نفدتْ منك من شدة صبـركِ؛
وليس من حقي أن أذكـرك بالصبـر والتّحمـل.
ومع ذلك أقول لك مـراراً وتكـرارً : اصبـري يا أمـاه ؛
لأن ربك وعد الصـابرين بالنصـر والتمكيـن..
فصبـراً ثم صبـراً يا أمـاه على ما حلَّ بك وأصابك .
صبـراً على تجريد أبنائك منك بالقوة والشِّدة..
صبـراً على قتل أرواح لم تخرج حتى من خدرك..
صبراً لأن أبناءك أصبحوا يتامى حتى بوجودك..
صبـراً يا أم اليتامى والمساكين..
صبـراً على كل ظلمٍ وهوانٍ يا أماه ..
فلا تيأسي فأنتِ مازلتِ طاهرة..
وأبناؤكِ يغسلونكِ ويطهرونكِ بدمائهم كل ثانية ودقيقة..
اصبـري وافتخـري يا أم الشهـداء ! وسوف تظلين طاهرة كما عهدناكِ منذ القرون الأولـى..
اصبـري يا أمـاه ثم اصبـري..
فليس هذا زمان (المتعصم بالله) كي تناديه : وامعتصماه ! فيجيبكِ بسيفه..
ولكن لكِ ربا يدعوك أن تناديه قائلة : ياربَّـاه ! لأنه حتماً يسمع لندائكِ من فوق سابع سمائه ، ويُنصركِ ويرجع لكِ حقكِ المغتصـب…
فاصبـري وناجي رب النصـر والحـق يا أماه .
وأبناؤكِ ليس لهم سلاح سوى كفوفهم التي يرفعونها لرب الأرباب في دجى الليـالي..
صبـراً ثم صبـراً يا أمــاه..
لكِ من يراكِ ويسمعكِ ويحميكِ من فوق سابع سمائه..
وسيأتي اليوم الذي يعضَّ الظالم على يديه ، ويبكي دماً على ما فعل بكِ…
وستشرق شمس مجدكِ وتتفتح أزهــار ربيعكِ يا أماه …
صبــراً ثم صبــراً ثم صبــراً يا أماه …
صبـراً يا أماه !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://arakanna.com/wp_arakanna/15462/