وكالة أنباء أراكان ANA:
صعدت بيبيجان رحيم الله على متن قارب صغير في بورما في أكتوبر تشرين الأول بعد أن قيل لها إنها ستكون رحلة لمدة أسبوع إلى ماليزيا هربا من العنف والتمييز اللذين أصابا الروهنجيا في بورما.
وبدلا من ذلك، عانت هي وأطفالها الثلاثة الصغار رحلة مروعة لمدة شهر عن طريق البحر والأرض، بالإضافة إلى ازدحام “مثل السردين” على متن سلسلة من السفن حيث شاهدت العديد من زملائها المهاجرين يموتون أو يتعرضون للضرب حتى الموت، وفي النهاية ألقوا جثثهم في البحر مثل القمامة.
وقالت بيبيجان (27 عاما) خلال مقابلة في كوالالمبور: “لم أكن أتوقع المأساة التي واجهتنا في الطريق إلى المجيء إلى هنا، لو كنت عرفت لما جئت ولفضلت أن أموت في بيتي.”
تحدى المسلمون الروهنجيا – الذين وُصِفوا من قبل الأمم المتحدة على أنهم واحدة من الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم – لسنوات العبور الخطير لبحر اندامان وساحل تايلاند وصولاً إلى ماليزيا.
يفرون من التمييز والقمع في بورما، البلد ذات الأغلبية البوذية، حيث تنظر السلطات إلى ما يقرب من 1.3 مليون من الروهنجيا وكأنهم أجانب وتحرم معظمهم من المواطنة بالإضافة إلى وضع القيود على تنقلهم وزواجهم والفرص الاقتصادية المتاحة لهم.
تركت بيبيجان مع ابنها البالغ من العمر خمس سنوات وابنتيها واحدة بعمر السنتين والأخرى بعمر الثلاثة وطنهم في شمال غرب ولاية أراكان للانضمام إلى زوجها، الذي فر إلى ماليزيا قبل سنتين، وقد دفعت لمهربي البشر 2500 $ دولار أميركي (8،425 رنغت ماليزي)، بعضه اقترضته.
أبحر زورق صغير معبأ بالعشرات من الناس اقتادهم من النهر لسفينة ترسو في عرض البحر، حيث انتظرت عدة أيام في ظروف صعبة تم خلالها جلب مئات على متنها تاركين مساحة للجلوس فقط.
قالت بيبيجان: ” كانت السفينة مزدحمة جدا، أصبح الناس مثل السمك، مثل السردين.” أصيبت بدوار البحر، وعانت من نوبات من التقيؤ.
كان المهربون يعطون للنساء وجبة تحتوي على الأرز وثلاثة حبوب من الفلفل المجفف مرتين يوميا وبعض الماء، بينما الرجال فكانوا يأكلون مرة واحدة، أو لا يحصلون على شيء على الإطلاق.
وتابعت بيبيجان، وعيناها السوداتان الخائفتان تبرزان من تحت الحجاب الأسود بينما يتشبث أطفالها بها :” أصبح الرجال هزيلين جدا، وعندما طلبوا المزيد من الطعام تعرضوا للضرب بأعقاب البنادق وقضبان الحديد.”
وأضافت بيبيجان التي رأت الجثث تُرمى في البحر أن العديد ماتوا خلال الرحلة البحرية بينما تعرض البعض الآخر للضرب حتى الموت على يد بعض المهربين، في حين عانى آخرون من الجوع، والجفاف أو المرض .
وقال ناشطون : إن سفناً أكبر كانت تستخدم لاستيعاب الأعداد المتزايدة، ويتهمون السلطات في بورما وماليزيا وتايلاند بالتغاضي عن ذلك أو جني المال بصورة غير مشروعة من تهريب البشر.
وفي أحد المرات، صعد عناصر من سلطات بورما، وسلطوا أضواء الشعلة في وجوه عائلة بيبيجان الخائفة ، ثم سمحوا للقارب بالمضي قدما، ويزعم نشطاء روهنجيون أن هناك حملة منسقة لطرد المجموعة من بورما.
وقال سيف الله محمد، وهو ناشط روهنجيا في كوالالمبور: ” إنهم يريدون طرد كل الروهنجيا خارج البلاد”، مضيفا أن المهربين الروهنجيا يستجدون ركاباً جدد في محاولة للحصول على الربح.