وكالة أنباء أراكان ANA: ترجمة الوكالة
احتجزت عصابة للاتجار بالبشر فتاة روهنغية في مكان مجهول بين الحدود الماليزية والتايلندية وامتنعت عن إطلاق سراحها لحين دفع أسرتها فدية مالية، في حين أبدى والدها في ولاية أراكان عجزه التام عن دفع أي فدية نظرا لحالته المادية.
وكانت الفتاة التي تسمى دلدار قد خرجت من ولاية أراكان بموافقة من والدها قبل شهر ونصف تقريبا على متن قارب متوجه إلى تايلند بحثا عن حياة آمنة وفرص للعمل، وهربا من الأوضاع المعيشية السيئة التي تشهدها ولاية أراكان من انعدام للأمن والغذاء والرعاية الصحية .
وقال والد الفتاة إن مهربين أتوا قريته في ولاية أراكان ووعدوه بحمل ابنته إلى تايلند حيث تجد الحياة الآمنة والعمل مقابل مبلغ بسيط يدفع لاحقا، لكنهم أخلفوا بوعدهم في منتصف الطريق واحتجزوا الفتاة في مكان مجهول وبدؤوا يطالبونه عبر اتصال هاتفي بدفع 1500 دولار لإطلاق سراحها، مضيفا أنه ليس بإمكانه جمع هذا المبلغ من عمله الذي لا يدر عليه سوى أقل من 50 دولار شهريا .
وأردف قائلا ” المهربون هددوني بتزويج ابنتي من غرباء في حال أخلفت عن دفع الفدية وقالوا لي اتصل بنا إن وفرت المال ثم أغلقوا الهاتف في وجهي” .
وتعد تجارة البشر في بحر أندامان الواقع جنوب شرقي خليج البنجال، وجنوبي ميانمار وغربي تايلند تجارة مربحة جدا للعصابات لاسيما وأن السلطات التايلندية والبورمية تتورط في مثل هذه الأعمال بحسب تقارير حقوقية، وقد وصل عدد اللاجئين الروهنغيا الفارين من ميانمار إلى مستويات قياسية خلال السنوات القليلة الماضية، وتقدر منظمة “تحصين الحقوق” أن حوالي 250,000 من الروهنغيا غادروا البلاد على متن قوارب منذ عام 2012 .
وقال المدير التنفيذي لمنظمة “تحصين الحقوق” ماثيو سميث إن المهربين الذين ينقلون الفارين الروهنغيا يستخدمون ضدهم العنف الجسدي والجنسي ويحرمونهم من الماء والطعام طيلة فترة الإبحار وقد تم توثيق حالات تعذيب وانتحار أيضا من قبل اللاجئين.
وأضاف سميث أن معظم الفارين يعتقدون أنهم سيذهبون إلى ماليزيا مباشرة، لكنهم يفاجؤون عندما يؤخذون إلى شواطئ تايلاند وينقلون سراً إلى ما يمكن وصفه بمخيمات التعذيب ويطالبون أسرهم بالفدية، وإذا كانت أسرهم عاجزة عن دفعها فإنهم يبيعونهم كعبيد للعمل على متن قوارب صيد السمك أو للآخرين في تايلاند وماليزيا وغالباً ما تباع النساء الشابات للتزويج بالإكراه.