وكالة أنباء أراكان ANA: (مركز فهد السالم)
في عام 2012، ذاع صيت مسلمي الروهنجيا بعد المجازر الرهيبة التي ارتكبها البوذيين بحقهم.
وقيل إن إقدام فتى مسلم على اغتصاب وقتل امرأة راخينية بوذية كان السبب وراء ارتكاب المجازر بحق المسلمين البورميين. وقد قُتل أكثر من 1000 شخص من الروهنجيا واعتبر 1200 من المفقودين وتشرد أكثر من 80 ألفاً، ودُمّرت آلاف المنازل وفق صمت رسمي وحتى بتواطؤ من السلطات الحاكمة التي اعتقلت آلاف المسلمين من الروهنجيا. كما تم منع توصيل المساعدات الإنسانية إلى المجتمع الروهنجي.
من هم مسلمي الروهنجيا ؟
الروهنجيا، هم عبارة عن مليون مسلم تقريبا يعيشون في ميانمار وتحديدا في منطقة أراكان، ويشكلون 4% من نسبة البلاد.
تصنفهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات اضطهادا في العالم. وهناك العديد منهم قد فر ويعيشون لاجئين في مخيمات في بنغلاديش المجاورة وعدة مناطق داخل تايلاند على الحدود مع بورما.
وقد جردوا من مواطنتهم منذ قانون الجنسية لسنة 1982. صنفوا على أنهم أجانب دخلوا البلاد لاجئين أثناء الاحتلال البريطاني، فلا يسمح لهم بالسفر دون إذن رسمي ومنعوا من امتلاك الأراضي وطلب منهم التوقيع بالالتزام بأن لا يكون لهم أكثر من طفلين. وحسب تقارير منظمة العفو الدولية فإن مسلمي الروهنجيا لا يزالون يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل المجلس العسكري البورمي منذ سنة 1978، وقد فر العديد منهم إلى بنغلاديش المجاورة.
ينتسب الروهنجيا دينيا إلى المسلمين السنة. وبما أن الحكومة تقيد الفرص التعليمية لهم فإن الكثير منهم يواصل دراساتهم الإسلامية الأساسية كخيار تعليمي فقط. ويوجد في معظم القرى المساجد والمدارس الدينية حيث يصلي الرجال فيها جماعة، أما النساء فيصلون في المنازل.
بنغلادش ترفض حمايتهم
بعد ارتكاب المجازر بحق المسلمين البورميين في ال2012 حاول أكثر من 800 ألف لاجئ عبور بنغلادش هربا من جحيم المذابح لكنها أغلقت حدودها في وجههم، وأعلنت وجود 300 ألف لاجئ من الروهنجيا، وهو ما يكفيها ولا تحتاج إلى المزيد.
وفي مخيمات اللجوء على الحدود مع بنغلاديش، يعيش مئات آلاف المسلمين البورميين في ظروف إنسانية صعبة إذ يخيم عليهم شبح المجاعة وقد خسروا منازلهم التي هدمها البوذيين، وأحرقوها.
هكذا تعامل العالم مع المذابح
لاقت المذابح تنديدا دوليا واسعا لكنها لم ترتق إلى مستوى المأساة التي عاشها مئات آلاف في بورما، فنددت المفوضية الأوروبية بالمجازر التي يرتكبها المتطرفون ضد المسلمين في بورما، وقالت إنها تكثف جهودها لتحديد هذه الجماعات المتطرفة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيجرى اتصالاته مع السلطات في بورما لتحديد حالة المنطقة والاحتياجات اللازمة لها.
أما منظمة العفو الدولية فاعترفت أيضا بوجود انتهاكات ضد المسلمين في بورما، كما أكدت أنه تم إلقاء القبض على المئات في المناطق التي يعيش فيها المسلمون.
وعلى خطى التنديد الأوروبي، سارت معظم الدول الغربية والأجنبية في موقفها من المذابح.
أما في العالم العربي والإسلامي، فبالإضافة إلى التنديدات، شهدت عدة عواصم تظاهرات منددة بالجرائم بحق مسلمي بورما، مطالبين المجتمع الدولي بحمايتهم.
كي مون يطالب بحل أزمة المسلمين البورميين
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيسان 2015 ميانمار بضرورة حل قضية مسلمي الروهنجيا بولاية أراكان إذ لا يزال حوالي 140 ألفا من أقلية الروهنجيا البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة في ميانمار مشردين منذ أحداث عام 2012، كما يعيش معظمهم دون جنسية.
وأعرب كي مون عن قلق المجتمع من الوضع في أراكان، مؤكدا أن “الاستقرار على المدى البعيد في أراكان لن يتحقق دون معالجة شاملة لقضية وضع السكان المسلمين وجنسيتهم”.
وتقول جماعات حقوقية إن مسلمي الروهنجيا في ميانمار يواجهون انتهاكا لحقوقهم بسبب القيود المفروضة على الزواج وتسجيل المواليد وخروقات أخرى كثيرة لحقوق الإنسان.
وأضاف أن عملية الإصلاح قد تتعرض لخطر إذا تركت الأسباب الأساسية لهذه التوترات دون علاج.
بطاقات بيضاء لمسلمي بورما
في شباط الماضي 2015، صوت برلمان ميانمار على منح بطاقات مؤقتة تسمى “بطاقات بيضاء”، معظمها للروهنجيا ، تمكنهم من التصويت في استفتاء دستوري محتمل، الأمر الذي يمهد الطريق لمشاركتهم في الانتخابات العامة في وقت لاحق من هذا العام.
لكن بوذيين احتجوا على الخطة بحجة أن العديد ممن حصلوا على هذه البطاقات هم أجانب غير شرعيين، مما ألجأ الحكومة إلى إلغاء هذه البطاقات بعد وقت قصير من إقرارها