وكالة أنباء أراكان ANA: (الشرق)
أطل علينا شهر مايو الجاري، بأزمة إنسانية مفزعة في بحار جنوب شرق قارة آسيا وهي نزوح آلاف من مسلمي الروهنجيا من بورما وبنجلاديش فرارا من الملاحقة الجنائية والفقر، ليستقلوا قوارب متهالكة ويخاطروا بأرواحهم بحثا عن حياة أفضل.
بتلك الكلمات استهلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية افتتاحيتها عن المأساة التي يعيشها مسلمو الروهنجيا بعد نزوحهم ورفض الدول الأخرى استقبالهم على أراضيها.
وتقول الصحيفة: “إن كلا من تايلاند وإندونيسيا وماليزيا رفضوا استقبال هؤلاء النازحين، ما يدفع بمصيرهم للموت من الجوع أو الجفاف أو أن يقضوا غرقا”.
وتتابع: “إن قرابة مليون من مسلمي الروهنجيا تتم ملاحقتهم قضائيا في بورما المعروفة أيضا باسم ميانمار، حيث يتم إنكار كونهم مواطنين وفي كثير من الحالات يتم تكديسهم في مخيمات قذرة، ويعيشون في فقر مدقع على طول الحدود داخل بنجلاديش”.
وتشير الصحيفة إلى أن أحد نتائج المعاملة السيئة للروهنجيا كانت النزوح المستمر بحرا إلى بلاد تشهد ظروفا أفضل للعيش مثل ماليزيا، حيث نزح الآلاف منهم إلى هناك في السنوات الأخيرة، لكن طريق الهروب دائما ما يكون محفوفا بالمخاطر مع مهربي البشر في تايلاند بمساعدة وتحريض من البحرية التايلاندية.
وتوضح أن نزوح الروهنجيا من ولاية أراكان الساحلية، حيث يتركزون، زادت في الأشهر الثلاث الأولى من العام الجاري، حيث نزح قرابة 25 ألف شخص، في غضون ذلك شنت السلطات التايلاندية حملة على مهربي البشر الذي كانوا يديرون أنفاقا يتخذها الروهنجيا إلى ماليزيا.
ونتيجة لشن السلطات حملة على مهربي البشر عبر الأنفاق، ترك المهربون النازحين في البحر ليعانوا الأمرين، فحالتهم في المياه مأساوية، وقامت سفن تابعة للبحرية الماليزية والتايلاندية في الأيام الأخيرة باعتراض سفن محملة بالمهاجرين الذين يتضورون جوعا وقاموا بتزويدهم بالماء والغذاء.
وتقول الصحيفة إنه لا توجد دولة تريد استضافة هؤلاء لكن تايلاند أعلنت الاثنين الماضي عن إقامة منطقة عبور لإيواء مؤقت لهؤلاء اللاجئين، وينبغي على كل من بورما وتايلاند وماليزيا التركيز على إنقاذ المزيد من الأرواح بدلا من تحويل قواربهم إلى أكفان طافية على المياه.
وتختتم الصحيفة افتتاحياتها بالقول “إن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق بورما وتعاملها الذميم لأقلية الروهنجيا، وهي مشكلة دائمة فيما من المفترض أن تكون المرحلة الانتقالية في بورما من الحكم العسكري إلى مجتمع أكثر انفتاحا، وهذا الكابوس بدأ نتيجة لسياسات الداخل، وحتى يتم علاجه ستظل القوارب في المجيء من بورما “.