وكالة أنباء أراكان ANA: (كونا)
دعا رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى التحرك ضد حكومة ماينمار بسبب تعاملها “السيء” مع مواطنيها من عرقية أقلية (الروهنجيا) المسلمة.
وقال مهاتير محمد في كلمة خلال مؤتمر دولي في كوالالمبور حول أزمة الروهنجيا: إنه يتعين على ماليزيا بوصفها رئيسة رابطة (آسيان) هذا العام التدخل في أزمة الروهنجيا، موضحا أن سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول يجب ألا تشمل تلك القضية التي وصفها بأنها وصلت إلى حد “المجزرة”. وأضاف: “في مثل هذه الحالة يجب أن تخترق استقلالية الدولة أو عزلها عن الرابطة.. المشكلة ليست في موجات هجرة أبناء الروهنجيا وخروجهم المستمر من ميانمار وعدم استقبال بعض الدول لقواربهم غير الشرعية بل المشكلة الحقيقية في حكومة ميانمار”.
وذكر أنه يتوجب على رابطة دول جنوب شرق آسيا تحديد بعض الأمور والقضايا لتتيح لهذه الكتلة الإقليمية فرصة التدخل في الشؤون الداخلية لدول الأعضاء، مؤكدا أنه لا يحق لأي دولة مهما كانت أن تعامل مواطنيها كما تعامل حكومة ميانمار أبناء أقلية الروهنجيا.
وأشار إلى أن “المعاملة السيئة التي يتلقاها أبناء الروهنجيا من حكومة ميانمار لا تعني شيئا في ظل تحولها من حكومة عسكرية إلى حكومة مدنية تدعي التحضر.. قد ندعي بأننا أناس مدنيون ومتحضرون لكن ذلك لا يعني شيئا عندما لا نبالي بالأعمال الوحشية التي تحصل في محيطنا”.
وكانت منظمات حقوقية دولية قد طالبت رابطة (آسيان) بإعادة النظر في سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء لاسيما بعد امتداد أزمة اللاجئين الروهنجيا إلى دول مجاورة مثل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وتدفق العديد منهم بقوارب يقف وراءها المتاجرون بالبشر.
وكانت حكومة ميانمار أعربت في تصريح سابق عن استعدادها للتعاون الكامل مع رابطة (آسيان) في إيجاد حل للنزاع العرقي والديني في ولاية (أراكان) التي تقطنها عرقية الروهنجيا، مؤكدة أنها ستواصل تقديم المساعدات وتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الولاية.
ويرى محللون أنه يجب على (آسيان) أن تكون أكثر حزما وصرامة في البحث عن حل لهذه الأزمة الإنسانية وأن تغير من نهجها الذي يميل إلى المصالحة والمناقشات غير الفاعلة لاسيما وأن الروهنجيا باتت قضية إقليمية تمس حساسية دول أخرى مجاورة.