وكالة أنباء أراكان ANA: (المصريون)
انتقد الكاتب الصحفى المتخصص في الشؤون العربية فهمي هويدي، ما أسماه تقصير المنظمات الإسلامية ومن بينها مشيخة الأزهر الشريف، تجاه مسلمي الروهنجيا ـ الذين يعانون من اضطهاد بوذي بميانمارـ مؤكدًا أن هناك تقصيرا شبه كامل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تجاه تلك القضية. وسلط الكاتب الصحفي الضوء على معاناة مسلمي الروهنجيا، فيقول: حين يحتفي المسلمون باستقبال شهر رمضان اليوم، فإن مسلمي الروهنجيا مستثنون من ذلك، بوجه أخص جموعهم العالقة في البحر منذ عدة أسابيع، التي هربت من جحيم الاضطهاد وما زالت تبحث عن ملاذ يأويهم، أتحدث عن الألفي شخص الذين تعلقوا بأمل النجاة وتكدسوا في القوارب التي لم تجد شاطئا يرحب بها، وكانت النتيجة أنهم بقوا في عرض البحر يعانون من الجوع والأمراض، ويحوم حولهم شبح الموت طول الوقت. وعن التقصير الإسلامي، قال هويدي: في هذا الصدد لا مفر من الاعتراف بأن المنظمات الإسلامية والمراجع الدينية في العالم الإسلامي لم تقدم على تحرك فعال يمكن أن يشكل ضغطا حقيقيا لوقف اضطهاد المسلمين هناك، حيث اكتفى هؤلاء بالشجب والتنديد ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته إزاء رفع المظلومية عنه، صحيح أن ذلك أضعف الإيمان، وهو مقبول إذا لم يكن بوسع تلك المنظمات والمراجع أن تفعل أكثر من ذلك، ولكن لدينا من الشواهد والقرائن ما يدل على أن هامش التحرك الإيجابي يحتمل جهودًا أخرى تتجاوز حدود التعبير عن الاستياء والاستنكار. وبشأن شيخ الأزهر، قال هويدي في مقاله بصحيفة “الشروق”: لقد زار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إيطاليا وإنجلترا خلال شهر يونيو الحالي، والتقى في إيطاليا بأعضاء جمعية سانت اجيديو المعنية بالحوار، كما التقى في إنجلترا ولي العهد الأمير تشارلز وعددًا من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم، ولست أشك في أن مثل هذه اللقاءات لها فائدتها على صعيد مد جسور الحوار والفهم والتفاهم المتبادلين. وتابع: لكنني حين تابعت ما نشر عن تلك اللقاءات قلت: إن زيارة الإمام الأكبر كان يمكن أن تكون أجدى وأنفع لو أنها كانت لميانمار، لأن رمزيته يمكن أن تمثل ضغطًا حقيقيًا قد يخفف من معاناة المسلمين هناك، وإذا جاز لي أن أستخدم مصطلحات الأصوليين فلعلي أزعم أن زيارته لمسلمي الروهنجيا تعد فريضة واجبة الأداء الآن، في الظروف التي يمرون بها، في حين أن زيارته لإيطاليا وإنجلترا تعد نافلة يمكن أداؤها في أي وقت، وهى مفيدة إذا تمت ولا ضرر منها إذا تأجلت. واختتم هويدي متسائلًا: لو أن الذين تعرضوا لتلك المعاناة كانوا من اليهود مثلا، هل كان يمكن أن تعفى حكومة ميانمار من التوبيخ والعقاب، وهل كان يمكن أن تسكت المنظمات الدولية والحقوقية عن الاضطهاد الذى مارسته أو سكتت عليه؟.. سأكتفي بالسؤال وأترك لك الإجابة.