وكالة أنباء أراكان ANA | مصر العربية
ميانمار تعترف بـ 135 مجموعة عرقية داخل حدودها، ولكن الناس الذين يشكلون رقم 136؟، هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب ألا يتم ذكر أسمائهم.
أونج سان سو كي، أول زعيمة لحكومة ميانمار المنتخبة ديمقراطيا منذ عام 1962، تبنت هذا الرأي الأسبوع الماضي عندما نصحت سفير الولايات المتحدة بعدم استخدام مصطلح الـ “روهنغيا” لوصف السكان المسلمين الذين عانوا من الاضطهاد في ميانمار لعدة أجيال.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية لتسليط الضوء على معاناة الروهنغيا المسلمين الذين عانوا من سياسات العنصرية والتمييز التي تبناها النظام العسكري الذي كان يحكم لعقود، واستمرارها في عهد أول حكومة منتخبة شكلها حزب الرابطة بقيادة سان سوكي.
وقالت الصحيفة، حكومة سوكي سارت على خطى النظام العسكري الذي كانوا يرفض اﻹشارة للمسلمين باسم الـروهنغيا، لأنه لا يعترف بهم كمواطنين، بحسب “يو كياو زي يا” مسئول في وزارة الخارجية.
وقال كياو زي يا في تصريحات صحفية:” لن نستخدم مصطلح الروهنغيا لأنهم ليسوا بين المجموعات العرقية الرسمية الـ 135″.. موقفنا هو أن استخدام مصطلح مثير للجدل لا يدعم عملية المصالحة الوطنية ويحل المشكلات”.
وأوضحت الصحيفة، أن الموقف لا يبشر بالخير بالنسبة للروهنغيا أو نشطاء حقوق الانسان الذين كانوا يأملون من سان سو كي – الحائزة على جائزة نوبل للسلام- أن تسير عكس سياسات العنصرية والتمييزية التي همشت الروهنغيا ودفعت الكثيرين منهم للهروب خارج البلاد.
وقال “أونغ فوز” أحد قادة الروهنغيا في ولاية أراكان:” سان سوكي لم تتحدث مطلقا عن الروهنغيا في ميانمار، وحقهم في الدين، والتعليم والرعاية الصحية”، وتساءل، زعيمة الرابطة الحائزة على نوبل للسلام، لماذا تتجاهلنا؟
ومن جانبها، أكدت السفارة اﻷمريكية أن السفير الذي وصل حديثا لميانمار سكوت مارسيل، اجتمع بسان سو كي ولكنه لم يعلق على تعليقاتها بشأن الروهنغيا.
اسم السيدة سوكي شكل أهمية كبيرة بالنسبة لحزبها “الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية”، وأسست أول حكومة غير عسكرية في البلاد منذ عقود، إلا أن أحد بنود الدستور الذي وضعه المجلس العسكري الحاكم سابقا، منعتها من الوصول لمنصب الرئاسة، وهي حاليا تتولى منصب وزيرة الخارجية، وغيرها، ولكنها الزعيم الفعلي للبلاد، وتتولى حكومتها مقاليد اﻷمور منذ مارس الماضي.
الروهنغيا في ميانمار، مسلمين في أرض بوذية، ويحرمون من كافة حقوقهم الأساسية، بما في ذلك المواطنة، وحرية العبادة، والتعليم، والزواج وحرية السفر.
وأكثر من 100 ألف طردوا من منازلهم بسبب العنف عام 2012 ، ويعيشون حاليا في مخيمات لاجئين، كما فر مئات الالاف للدول المجاورة وبخاصة إندونيسيا.
الكثير من البوذيين يرفضون اطلاق اسم الروهنغيا على هولاء المسلمين، ويدعوهم بـ”البنغاليين” مما يعني أنهم غرباء من بنجلاديش، وهو الموقف الذي اتخذته أيضا الحكومة العسكرية السابقة.
سفارة الولايات المتحدة تلقت مؤخرا انتقادات لاستخدامها كلمة الـ”روهنغيا” في بيان أعربت فيه عن تعازيها جراء وفاة 20 شخصا في انقلاب قارب محمل بهولاء أمام ساحل ولاية أراكان.
البوذيون تحدوا حكومة ميانمار وقاموا بالاحتجاج على استخدام الأميركيين للكلمة، ونظموا مظاهرة أمام سفارة الولايات المتحدة في يانجون.
قرار أونغ سان سو كي لمناقشة هذه المسألة مع السفير اﻷمريكي، كان مصدر ترحيب في اليوم التالي بالجمعية القومية لحماية العرق والدين.
وقال “يو ذوبان بار كا” القيادي في الجمعية:” نحن لا نريد ذلك، الروهنغيا ليسوا من جنسيتنا.. وأنا أقرأ الأخبار .. اعتقدت أن الحكومة الجديدة لن تكون ذات جدوى في هذه المسألة، ولكن ثبت العكس”.
قرار سان سوكي أصاب دعاة حقوق اﻹنسان بخيبة أمل، فالحائزة على نوبل للسلام لم يكن لديها أي استعداد للذهاب ضد الرأي العام، ودعم الناس المحرومين، بحسب الصحيفة.
وقال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: ” المفزع أن الحكومة الجديدة التي يقودها حزب الرابطة الوطنية تستمر في سياسة مراقبة لغة الدبلوماسيين بشأن الروهنغيا”.