وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
دعت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء زعيمة ميانمار والحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونج سان سو كيي إلى التحلي بالحكمة وإعادة النظر في موقفها المتعنت ضد مسلمي الروهنغيا الذين يمثلون الاقلية في ميانمار.
وقالت الصحيفة إن سان سو كيي كانت عنصرا رئيسيا في اعادة قبول ميانمار في المجتمع العالمي بعد عقود من العزلة، إلا أن هناك بالفعل دعوات من جانب جماعات حقوق الانسان في الولايات المتحدة لحث الرئيس باراك أوباما على تجديد العقوبات ضد بلدها قبل أن تنتهي في 20 مايو.
واستهلت الصحيفة افتتاحيتها – التي بثتها على موقعها الالكتروني تحت عنوان ” موقف أون سان سوكي الجبان بشأن الروهنغيا” بتعريف الروهنغيا بأنهم أقلية مسلمة في دولة ميانمار ذات الأغلبية البوذية وقالت إنهم محرومون بشكل منهجي من معظم الحقوق الرئيسية وهي المواطنة وحرية العبادة والتعليم والزواج والسفر .
وقد أجبر عشرات الآلاف منهم على مغادرة منازلهم بسبب ارتفاع حدة العنف ضدهم عام 2012، كما حاول كثيرون منهم بالعام الماضي الفرار من أجواء الاضطهاد والحرمان عبر القيام برحلات بحرية “يائسة”.
وذكرت الصحيفة أن سان سو كيي لا تريد تسميتهم بـ”الروهنغيا” لأن القوميين البوذيين في ميانمار يريدون تخليد أسطورة أن الروهنغيا هم في الأصل بنغاليون ولا ينتمون إلى ميانمار إلى حد أنها طالبت السفير الأمريكي في بلادها بعدم استخدام مصطلح الروهنغيا، ووصفت الصحيفة هذا المطلب بـ”الخاطئ والمخيب للآمال بشدة” مؤكدة أن الروهنغيا مواطنون بورميون -الاسم القديم لميانمار- تماما مثلها.
ورصدت الصحيفة عدة أسباب محتملة قد تقف وراء رفض سان سو كيي – التي حظت باحترام العالم بعد أن قضت 15 عاما رهن الإقامة الجبرية في منزلها- الاعتراف بقضية الروهنغيا منها؛ خوفها الحقيقي من استعداء القوميين البوذيين لها بعد أن تم انتخابها زعيمة للبلاد في اول انتخابات ديمقراطية شهدتها ميانمار منذ عام 1962 لاسيما بعد أن تظاهروا خارج السفارة الأمريكية هناك الشهر الماضي للتنديد برسالة التعزية التي ارسلتها السفارة لضحايا الروهنغيا في حادث غرق زورق.
إلى جانب ذلك، أردفت الصحيفة تقول:” إن سان سو كيي قد تخشى أيضا من أن تدعو هؤلاء المسلمين باسمهم حتى لا يؤدي ذلك إلى إفساد عملية المصالحة الوطنية حسبما قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أو حدوث الاحتمال الأسوأ ، وهو إحياء أعمال العنف الرهيبة التي اندلعت عام 2012 بين البوذيين والمسلمين في ولاية أراكان بغرب البلاد.
واستطرت القول بأنه ما من شك في أن ولاية أراكان –وهي من أفقر الولايات في ميانمار- تعد مثل برميل بارود ممتلىء بالاستياء والحقد الطائفي، يتطلب أكثر المناهج السياسية حذرا في التعامل معه..ولكن هذا لا يعني ببساطة ضرورة استمرار الاضطهاد المنهجي وتهميش الروهنغيا في الحياة الاجتماعية والسياسية في ميانمار وانكارهم في كافة المناحي حتى إنكار اسمهم”.
واختتمت (نيويورك تايمز) افتتاحيتها بتقليل أهمية السبب الذي يكمن وراء عدم رغبة سان سو كيي في أن يستخدم الأمريكيون مسمى الروهنغيا وقالت:” إن ما يهم الأن هو اعتراف امرأة ارتبط اسمها في المجتمع الدولي بحقوق الإنسان لمدة جيل كامل؛ حيث أظهرت شجاعة غير عادية في مواجهة الاستبداد، لكنها تواصل في حقيقة الأمر تبني سياسة “مرفوضة ” تماما كان يتبعها سلفها من الحكام العسكريين