وكالة أنباء أراكان ANA | أ ف ب
يمثل الطاووس رمزاً وطنياً في ميانمار، خصوصاً بالنسبة إلى الحزب الحاكم بزعامة أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، غير أنه بات يواجه خطر الاندثار.
ويبدي أمين جمعية الحفاظ على الحياة البرية في بورما ثيت زاو نينغ، قلقاً حيال وضع هذه الطيور ويقول أنه «من السهل التقاطها في المناطق التي تعيش فيها لأنها تكون موجودة دائماً على البر، إلا خلال الليل عندما تنام على الأشجار». ويضيف هذا المختصّ بعلم الطيور: «قبل النوم، تطلق هذه الطيور صرخات متكررة ما يجعل رصدها أمراً سهلاً جداً».
وقبل عقود، كان هذا الطير المعروف بريشه الأخضر اللافت منتشراً بكثرة في هذا البلد الواقع جنوب شرقي آسيا وكذلك في الهند وإندونيسيا. غير أن عمليات القطع غير المدروسة للأشجار وممارسات الصيد غير القانوني أتت بدرجة كبيرة على التنوع الحيوي في بورما، خصوصاً خلال عقود حكم المجلس العسكري السابق التي اتسمت بالفساد. ولم تسلم الطواويس من هذا الوضع رغم المكانة التي تتمتع بها في المخيلة الجماعية للميانماريين.
ويروي الناطق باسم حزب أونغ سان سو تشي (الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية) نيان وين: «يرمز الطاووس في بلدنا إلى النبل. واستُخدم منذ زمن الملوك. وفي تلك المرحلة، كانت عملتنا أيضاً تحمل رسم الطاووس».
وعلى مدى أكثر من قرن، شكل الطاووس رمزاً لسلالة كونباونغ التي اتخذته شعاراً لها. وكان هذا الحيوان الضخم يهيمن أيضاً على العروش إلى أن أطاحت الإمبراطورية البريطانية النظام الملكي الميانماري واستعمرت البلاد اعتباراً من نهاية القرن الـ19. وليس من قبيل المصادفة اختيار بطل الاستقلال الميانماري عام 1948 الجنرال أونغ سان والد أونغ سان سو تشي، هذا الحيوان رمزاً لنضاله ضد البريطانيين وإطلاقه اسم «الطاووس المقاتل» على مجلته.
وفي ثمانينات القرن العشرين، اعتمدت أونغ سان سو تشي وحزبها الناشئ حديثاً حينذاك الطاووس المقاتل شعاراً. وبعد الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 التي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية فوزاً تاريخياً ساحقاً، حمل المحازبون بأعداد كبيرة العلم الأحمر للحزب مزيناً بشعار الطاووس الأصفر الشهير.
ووفق جمعية الحفاظ على الحياة البرية، لم يتبقَّ في بورما سوى ألفي طاووس طليق. غير أن هذا البلد يبقى مع ذلك أحد آخر المواطن التي لا يزال الحيوان المتحدر من آسيا، يعيش فيها بحرية خارج الأسر. ويؤكد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن «آخر المواقع التي ما زالت تضم أعداداً كبيرة من هذه الحيوانات هي كمبوديا وبورما وفيتنام». ووضع الاتحاد الطواويس على قائمته الحمراء للأجناس المهددة. وتصنف اللائحة الطاووس الميانماري بأنه «في خطر» وهو التصنيف ما قبل الأخير قبل اندثار هذه الحيوانات من البراري.
وتؤكد وزارة حماية البيئة في ميانمار أن هذه الطيور محمية بموجب القوانين المحلية التي تحظر القبض عليها. لكن على أرض الواقع، يتمّ اصطيادها طمعاً بلحمها.