إن مملكة أراكان ظلت ولقرون طويلة دولة مستقلة ذات سيادة ، وكان يعيش فيها الأغلبية المسلمة المتمثلة في قومية (الروهنجيا )، والأقلية البوذية المتمثلة في قومية (الشاكما) وهم السكان الأصليون في منطقة أراكان ، وكانت لغتهم جميعاً لغة واحدة . وعندما إحتلت بورما أراكان شجعت قومية (البورمان) من أعالي بورما للهجرة والإستيطان فيها (وهو الأمرالذي مازال جارياً على قدم وساق ) وذلك بهدف إحداث الخلل الديموغرافي للسكان . وهؤلاء القادمون الجدد من داخل بورما نسميهم نحن الروهنجيا بـ (الموغ) وذلك في ثقافتنا الدارجة ، وهم فعلاً كذلك ، ولكن وبما أن هدف بورما سرقة الأرض فإنها أطلقت على هؤلاء المستوطنين إسم (ركاين ) نسبة إلى أراكان .
وفي حقيقة الأمر أنه ليس هناك إختلاف جذري بين قومية (البورمان) وقومية ( الموغ) من حيث اللغة والثقافة والديانة ، سوى فروقات بسيطة وهي نجمت بسبب إندماج (الموغ) مع سكان أراكان الأصليين سواءً الروهنجيا أو الشاكما .
الأمر الذي أريد أن أؤكد عليه أننا كأبناء الروهنجيا المسلمة أو الشاكما البوذية ننتمي إلى جذور وأصل لغة واحدة ، ولكن في وقتنا الحاضر، وبسبب إحتكاك كل منا إلى طرف أخر وبخاصة (الشاكما) الذين أصبحوا أقلية صغيرة جداً بسبب هجرة (الموغ ) بأعداد هائلة إلى أراكان ، فإن لغتهم تأثرت كثيراً بلغة (الموغ) ورغم ذلك أن لغة الشاكما مازالت قريبة جداً من لغة الروهنجيا ، وفيما يلي رابط لمقطع اليوتوب حيث يتحدث أحد أبناء قومية (الشاكما)
بلغته الأصلية ، حيث من الممكن ملاحظة مدى قرب لغته بلغة الروهنجيا ، فبإمكان المرء فهمها بصورة جيدة تماماً . نعم توجد بعض الصعوبات ومرد ذلك تأثرها باللغة البورمية أي لغة (الموغ ) كما أسلفنا .
عزيز عبد المجيد الأراكاني