وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم هذه الأيام إلى معاناة لاجئي الروهنغيا بدولة بنغلاديش والذين هربوا من الاضطهاد والقتل في إقليم أراكان غربي ميانمار، فإن هناك مئات الآلاف منهم هربوا إلى باكستان خوفا من المصير ذاته ولكن قبل عشرات السنين.
وتحتضن مدينة كراتشي الباكستانية مئات الآلاف من لاجئي الروهنغيا الذين قصدوها منذ عام 1970، هربا من الانتهاكات المرتكبة بحقهم في ميانمار.
وفي حديثه للأناضول، أوضح كمال حسين، وهو روهنغي مقيم في كراتشي وصاحب متجر صغير، أنه فقد الكثير من أقاربه خلال هجمات جيش ميانمار أعوام 1978، و1982، و1998.
وأعرب عن خشيته على حياة أقاربه المقيمين في أراكان، مضيفا: “فقدنا جميعا اتصالنا معهم، لا نعرف ما إن كانوا على قيد الحياة أم فقدوا حياتهم”.
وأشاد بدور تركيا في مساعدة مسلمي الروهنغيا، والجهود التي تبذلها في مساعدة اللاجئين.
أما الطفلة مريم (12 عاما)، فقالت للأناضول: “لم نتمكن من التواصل مع أقاربي في أراكان منذ عدة أسابيع، آخر مرة تحدثنا معهم في 24 أغسطس الماضي”.
من جانبه، أوضح نور حسين أراكاني، رئيس جمعية “منتدى التضامن الروهنغي” في كراتشي، أن “أكثر من 100 ألف شخص لقوا مصرعهم جراء هجمات جيش ميانمار في 1942”.
وأشار إلى أن باكستان (رغم أنها ليست دولة مجاورة لميانمار) أصبحت ملجأ الكثير من الروهنغيا منذ 1970 لغاية 1980، حيث وصولوا إليها بعد رحلة شاقة.
وتطرق إلى الانتهاكات الأخيرة لجيش ميانمار بحق الروهنغيا، مؤكدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يكتفِ بالإعراب عن خشيته بل تحرك على كافة الأصعدة لإنقاذ الروهنغيا.
وأضاف للأناضول أنه “بفضل أردوغان يستيقظ المجتمع الدولي والدول الإسلامية الأخرى من نومهم العميق”.
أما ساجد عثماني، رئيس جميعة “ازدهار بورما” التي تنشط في مناطق الروهنغيا بكراتشي، فقال: “واحد من بين أربع روهنغيين في كراتشي يعيش حياة جيدة، غير أن حياتهم تعد أفضل من المقيمين في أراكان، وبعض الأسر لديها أبناء يعملون في دول الخليج وأوروبا”.
وبحسب بيانات غير رسمية، فإن باكستان تستضيف نحو 400 ألف من مسلمي الروهنغيا على أراضيها.
ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، بحسب ناشطين أراكانيين.
وعبر نحو 400 ألف من الإقليم الواقع غربي ميانمار إلى بنغلاديش منذ ذلك التاريخ، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
وحث الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش ميانمار على إنهاء العنف، الذي قال إن أفضل ما يمكن أن يوصف به هو التطهير العرقي.