وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
حملة القمع في 1978
في الربيع، لجأ حوالي 200 ألف من الروهنغيا وغالبيتهم من النساء والمسنين والأطفال إلى بنغلاديش هربا من شمال منطقة أراكان (ولاية راخين حاليا) في غرب ميانمار حيث كانوا يقيمون، وبعضهم منذ عدة أجيال.
وتحولت عملية تدقيق في الهويات واسعة النطاق بحق مسلمين أطلقتها السلطة العسكرية الميانمارية قبل أسابيع، إلى حملة قمع.
ويعتبر الروهنغيا مهاجرين غير شرعيين في ميانمار ذات الغالبية البوذية حيث تطلق عليهم تسمية “بنغاليين”.
ولم يعرف الكثير عن تلك المأساة في ميانمار التي كانت تعتبر إحدى الدول الأكثر انغلاقا في العالم.
وأوردت وكالة فرانس برس إفادات جمعتها سلطات بنغلاديش تشير إلى حصول أعمال اغتصاب وتعذيب.
وفي 6 مايو 1978 أوضح وزير خارجية هذا البلد أن أكثر من “70 ألفا من رعايا ميانمار طردوا من بلادهم ولجؤوا إلى بنغلاديش هربا من فظاعات ترتكب بحق هذه الأقلية الاتنية”.
وتعزو السلطات الميانمارية هذا الرحيل الجماعي إلى “الخوف والجهل” الذي يشيعه قادة دينيون لدى السكان.
وسرعان ما اكتظت المخيمات العشوائية الـ 13 التي أقيمت قرب مدينة كوكس بازار الساحلية في جنوب شرق بنغلاديش.
في يوليو وفي ختام مفاوضات صعبة، تم التوصل الى اتفاق بين دكا ورانغون حول إعادة لاجئين. لكن تطبيقه شهد تباطؤا بسبب المعايير الدقيقة التي فرضتها ميانمار والتي تؤدي إلى فصل عائلات. وبعدما تمت تحت إشراف المفوضية السامية للاجئين، انتهت عملية عودة الروهنغيا في كانون الأول/ديسمبر 1979.
وبحسب المفوضية فان أكثر من عشرة آلاف لاجئ من الروهنغيا بينهم نحو 6750 طفلا قتلوا خلال النزوح. ووجهت الوكالة الأممية أصابع الاتهام إلى حكومة بنغلاديش متهمة إياها بخلق “مجاعة اصطناعية”. وأدى سوء التغذية وانتشار وباء الحصبة إلى العديد من الوفيات.
عمليات اضطهاد جديدة في 1991
واصل وضع الروهنغيا التفاقم، ففي العام 1982 أدى قانون اقر حول الجنسية إلى جعلهم محرومين منها.
وفي ربيع 1991، أطلقت حملة قمع جديدة بحق مسلمين فيما كان المجلس العسكري الحاكم يواجه وضعا صعبا مع تظاهرات تخللتها أعمال عنف قام بها رهبان وطلاب. من جهتهم خاض الروهنغيا صراع قوة مع رانغون للحصول على حكم ذاتي ضمن الاتحاد الميانماري.
وفي خبر لوكالة فرانس برس يحمل تاريخ ديسمبر 1991، ندد زعيم اللاجئين المسلمين في بنغلاديش محمد يونس بحالات “تعذيب واغتصاب واغتيال ونهب وتدمير قرى” في أراكان.
وتدفق عشرات آلاف المسلمين على مدى اشهر الى منطقة كوكس بازار خربا من الاضطهاد الذي مارسه المجلس العسكري الميانماري.
وفي مخيمات فتحتها سلطات رانغون على الحدود مع بنغلاديش، كان الوضع مأساويا. وفي يناير 1992 توفي العديد من الروهنغيا – بين 500 و 700 بحسب الافادات- اختناقا في مخيمات مكتظة.
وفي ابريل 1992 وفي خبر لوكالة فرانس برس، روى أفراد من الروهنغيا في رسالة وصلت سرا إلى دبلوماسيين يزورون أراكان أنهم أرغموا على العمل كحمالين تحت طائلة أن يعدمهم الجيش الميانماري. وأفادوا أن “الجنود يعاملون المسلمين كحيوانات” وغالبا ما يطردون من أراضيهم التي تمنح لاحقا لبوذيين.
وتحولت هذه الزيارة إلى أراكان التي نظمها المجلس العسكري الحاكم آنذاك، إلى فشل ذريع حين قام ضباط من الاستخبارات العسكرية الميانمارية يرتدون اللباس المدني بضرب قرويين كانوا يحاولون التحدث مع الزوار.
وفيما كانت ظروف إعادتهم موضع محادثات مكثفة بين دكا ورانغون، اندلعت تظاهرات للروهنغيا معارضة للعودة.
وفي 1991-1992 نزح ما بين 250 الف و 280 الف نسمة من الروهنغيا. وبعضهم عاد بعد فترة الى ميانمار بعدما طردتهم دكا. وتشكك مفوضية اللاجئين في “الطابع الطوعي” لهذه العودة.