أدانت محكمة في ميانمار ستة مسلمين "لدورهم في مقتل راهب بوذي" خلال أعمال العنف العرقية التي شهدتها البلاد في مارس/آذار الماضي، والتي باتت تقترب من يانغون أكبر مدن البلاد وراح ضحيتها المئات معظمهم من المسلمين.
ويعد الحكم الصادر أمس الاثنين من محكمة بمدينة ميكتيلا الواقعة على بعد 450 كيلومترا شمال يانغون أحدث تمييز قانوني ضد الأقلية المسلمة بالبلاد والتي تتعرض لعمليات تطهير عرقي من قبل البوذيين الذين لم يصدر بحقهم أي إدانة.
وأسفرت أعمال العنف التي وقعت في ميكتيلا آذار الماضي عن مقتل أربعين شخصا، وشردت 12 ألفا آخرين معظمهم مسلمون، ولم توجه اتهامات لأي بوذي في تلك الأحداث.
واقتربت أعمال العنف العرقية من يانغون أكبر مدن البلاد والعاصمة السابقة لميانمار، والتي يخشى المراقبون من أن تكون برميل الوقود.
وفي تقرير ميداني لها من بلدة أواكان الواقعة على بعد مائة كيلومتر شمال يانغون نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود القول "حتى أشجار المانجو لم تنج من الحرق على يد مجموعة من غوغاء البوذيين في قرية ميلاونج بين".
وقال كياو وين الذي أحرق منزله هناك قبل أسبوع "عندما علمنا أنهم قادمون لتدمير قريتنا، قررنا تجنب المواجهة وغادرنا القرية جميعا".
وأضاف عقب الهجوم الذي أودى بحياة رجل مسلم في بلدة أواكان أنهم دمروا المنازل والأكواخ والمسجد "وأحرقوا أشجار الفاكهة التي نمتلكها".
وذكرت الشرطة أن أحدث موجات العنف الطائفي اندلعت بسبب اصطدام امرأة مسلمة براهب بوذي كان يقوم بجولاته الصباحية، مما تسبب في كسر وعاء الصدقات الذي كان يحمله.
حملة "969"
وفي قرية من تشاوكتل، حيث تم أحرقت منازل أخرى للمسلمين، قال أحد السكان "نعيش هنا معا منذ عهد الأجداد ولكن عندما انطلقت حملة "969" هنا قبل أشهر قليلة، بدأ الخوف من جيراننا يتسرب إلى حياتنا".
وتشجع حملة "969" التي أطلقت في فبراير/شباط الماضي على يد راهب بوذي يدعى ويراثو بمنطقة ماندالاي، البوذيين، على مقاطعة متاجر المسلمين وتقويض هيمنتهم الاقتصادية. وتشتق الأرقام من "سمات بوذا التسعة وسمات دارما الستة وسمات الرهبنة التسعة".
وفي خطاب ألقي في فبراير/شباط الماضي، حذر ويراثو من أنه إذا تنامت أعداد السكان المسلمين، "فسيتغلبون علينا ويستولون على بلادنا ويحولونها إلى دولة إسلامية شريرة".
ويلقي الرجل العظات المناهضة للمسلمين منذ صار راهبا عام 2011، واعتقل عام 2003 وحكم عليه بالسجن لـ25 عاما لإثارته الاضطرابات، ولكن أطلق العام الماضي بموجب عفو رئاسي.
وقال أونغ تان (42 عاما) من بلدة وونكيتي في أواكان إنه تم العثور على أقراص مدمجة ونشرات مليئة بخطب الكراهية تحمل علامة 969 يتم توزيعها في القرى.
أما رئيس مجلس ميانمار الديني الإسلامي في يانغون وانا شوي، فأعرب عن قلقه الشديد من وقوع الاضطرابات في يانغون، نظرا لأن مليون مسلم يعيشون هناك ومعظم الشباب المسلمين يملؤهم شعور بأنهم مستهدفون، وسيدافعون عن أنفسهم".
وأنحى شوي باللائمة جزئيا في التوترات المتزايدة وأعمال العنف المتنامية، على الحملات التي تحض على الكراهية مثل حملة 969".
ويعيش ما يتراوح بين خمسة وستة ملايين مسلم في ميانمار، ويمثلون حوالي 5% من عدد سكان هذه البلاد ذات الأغلبية البوذية.
وفي ولاية راخين، غرب ميانمار، يعيش نحو ثمانمائة ألف مسلم، معظمهم من الروهينغا ولا يحملون جنسية البلاد، ويتعرضون تباعا لاعتداءات من قبل البوذيين وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها عمليات تطهير عرقي بحقهم.