وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم الاثنين أنها أجرت محادثات “مشجعة للغاية” مع الزعيمة الميانمارية أونغ سان سو تشي حول أزمة الروهنغيا، مثنية على خطوات باتجاه إعادة المسلمين الذين فروا من ميانمار إلى بنغلادش.
إلا أن التفاؤل الذي أبدته موغيريني بدا متعارضا جدا مع الواقع على الأرض في أزمة شهدت فرار 620 ألفا من الروهنغيا هربا من الاغتصاب، والقتل والحرق في ولاية أراكان منذ أواخر آب/أغسطس الماضي.
وشن الجيش الميانماري منذ أواخر آب/اغسطس 2017 حملة عسكرية في ولاية أراكان الغربية شهدت إحراق قرى بأكملها ودفع الآلاف إلى ما بات ينظر إليها على أنها أكبر موجة نزوح في يومنا الحالي.
وتقول الأمم المتحدة إن سياسة الأرض المحروقة المعتمدة في الحملة العسكرية والتي حولت مئات القرى في ولاية أراكان في شمال ميانمار إلى رماد، أقرب إلى تطهير عرقي.
وتتعرض ميانمار، ولا سيما الحاكمة الفعلية فيها أونغ سان سو تشي حائزة جائزة نوبل للسلام، لانتقادات دولية على خلفية المعاناة التي تعيشها أقلية الروهنغيا. ردا على ذلك أعلنت ميانمار أنها مستعدة لإعادة اللاجئين إذا تمكنوا من “إثبات” أنهم من ولاية أراكان.
وزارت موغيريني في نهاية الأسبوع الماضي مخيمات للاجئين في كوكس بازار.
وبعد محادثات أجرتها الاثنين مع سو تشي الميانمارية خرجت بانطباع إيجابي. وقالت موغيريني خلال اجتماع لوزراء خارجية آسيويين وأوروبيين في نايبيدا “اعتبر (المحادثات مع سو تشي) مشجعة للغاية”.
متفائلة جدا
قالت موغيريني إنها “متفائلة جدا بإمكانية” توصل ميانمار وبنغلادش إلى اتفاق حول إعادة اللاجئين إلى بلادهم، مشيرة إلى أنها تعتقد أن هذه الإمكانية “واقعية وملموسة”.
ولم يتوصل البلدان حتى الآن إلى اتفاق ملزم في هذا الشأن.
ولا ترجح منظمات حقوقية التوصل إلى عودة آمنة وسريعة لأعداد كبيرة من الروهنغيا إلى ميانمار، لا سيما وأن الكثير منهم لا يزالون يفرون يوميا من أعمال العنف والرعب والجوع.
ولا تزال الأوضاع القانونية لأقلية الروهنغيا المسلمة مسألة حسّاسة في ميانمار ذات الغالبية البوذية والتي يُحرمون فيها من الجنسية ويُنظر إليهم على أنهم مهاجرون من بنغلادش.
وأُحرقت قرى الروهنغيا وتم الاستيلاء على مزارع الأرز التابعة لهم أو تركت لتتلف، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول امكانية عودتهم.
ولا يزال مئات الآلاف من الروهنغيا الذين أجبروا على الخروج من ميانمار جراء عمليات عسكرية سابقة بانتظار العودة على الرغم من اتفاقيات مع بنغلادش لإعادتهم تعود إلى عقود خلت.
وروى الفارون من ولاية أراكان في الأشهر الأخيرة قصصا مروعة عن قيام الجيش الميانماري وبوذيون من الولاية بأعمال اغتصاب وقتل وحرق.
وينفي الجيش الميانماري الاتهامات الموجّهة له.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأربعاء الماضي في نايبييداو إلى إجراء تحقيق مستقل في التقارير “الموثوق فيها” عن ارتكاب جنود الجيش الميانماري فظائع ضد أقلية الروهنغيا المسلمة.
وساهمت الصين في فك العزلة التي عاشتها ميانمار جراء أزمة الروهنغيا، وقد لعبت ودورا في تجنيب البلاد عقوبات كانت مطروحة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
والصين هي إحدى الدول القليلة الصديقة للمجلس العسكري السابق في ميانمار.
وتطمح بكين إلى الوصول إلى الساحل الغربي لميانمار حيث المرافئ وأنابيب النفط لا سيما في ولاية أراكان التي ينفق فيها رجال الأعمال الصينيون مليارات الدولارات.
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد الزعيمة الميانمارية وأكد مجددا دعم بلاده لميانمار في قضية ولاية أراكان، بحسب صحيفة “غلوبل نيو لايت اوف ميانمار” المدعومة من الدولة.
وأضاف وانغ يي أن جوهر المشكلة يكمن في “معالجة الفقر”، داعيا ميانمار وبنغلادش إلى “الحوار” لحلّ الأزمة