تقرير :
يزور الراهب البوذي المتطرف "ويراثو" زعيم حركة (969) الإرهابية في بورما هذه الأيام ولاية إييرودي، للتحضير لمذبحة ضد مسلمي الروهنجيا في الولاية.
ويأتي التجهيز لمثل هذه المجزرة في ذكرى مرور عام على تفجر أحداث عنف ومذابح وحرق ضد مسلمي الروهنجيا بعدما أشيع مقتل فتاة بوذية على أيدي المسلمين .
وفي مدينة لاتشي شمال ميانمار دمر بوذيون الأسبوع الماضي العديد من منازل المسلمين والمحلات التجارية وأحرقوا أحد المساجد الأثرية لمسلمي الروهنجيا .
وذكر مسئولون في المدينة أن المسجد يعود تاريخ بنائه إلى ما يزيد عن 100 عام، ويتكون من ثلاثة طوابق، ويحتوي على قسم للتعليم ودار للأيتام.
من جهة أخرى فرضت السلطات البورمية حظر التجوال في المدينة الواقعة على مسافة 700 كلم من العاضمة يانغون، والتي يقطنها حوالي ألفي مسلم من جملة نحو 130 ألف شخص.
وقد اتهمت مصادر محلية حركة (969) البوذية والتي أسسها راهب في ماندالاي في فبراير الماضي، بالمسئولية عن الحادث وإشعال نار الفتنة بين البوذيين والمسلمين.
وتدعي حكومة بورما أن الروهنجيا مهاجرون غير شرعيين، نزحوا إلى بورما إبان الحرب العالمية الثانية عام 1935 من بنجلاديش، مبررة بذلك نزع مواطنة الروهنجيا عام 1982 وفق قانون تم إقراره من المجلس العسكري الذي انقلب على الحكم المدني عام 1962م.
وبدأت سلطات الدولة إجراء دراسات عن أسر الروهنجيا في "منغدو" و"بوثيدونغ" و"سيتوي" (أكياب) ومناطق أخرى من الدولة، مع محاولة طمس هويتهم وإبدالها بالجنسية البنغالية.
ومنذ يونيو من العام الماضي تشهد ولاية أراكان ذات التمركز الإسلامي إلى عنف طائفي ضد عرقية الروهنجيا المسلمة، حيث أغلقت جميع المساجد والمدارس الإسلامية، ومنع الناس من أداء صلاة الجماعة في المسجد أو في المخيمات والمنازل، حيث لا يسمع الآن صوت الأذان بعد أن كانت مساجده تعج بصوت النداء إلى الصلاة لعدة قرون.
إضافة إلى اعتقال عدد كبير من المسلمين وتعريضهم للتعذيب الجماعي، ووقع حالات اغتصاب للنساء المسلمات وابتزاز للأموال، حيث اضطر آلاف العوائل إلى ترك بيوتهم والهجرة إلى عدد من الدول المجاورة، في ظل صمت عالمي، دون توفير أدنى حماية لهم.
وتتراوح أعداد المسلمين في ميانمار ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70% منهم في إقليم أركان، وذلك من إجمالي 60 مليون نسمة هم تعداد السكان بالبلاد.
وفرضت الحكومات المتعاقبة ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، ومارست ضدهم أشكالا مختلفة من التهجير الجماعي والتطهير العرقي، وإزاء هذه المعاناة يضطر مسلمو الروهنجيا إلى الفرار من ميانمار إلى الدول المجاورة .