وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
” شاهد على المجزرة: جندي سابق في ميانمار رأى قريته تُحرق”.. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية حول شاهد عيان على مجزرة ارتكبتها القوات الميانمارية بحق قرية مسلمة في ولاية أراكان.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم: إن “نازمول إسلام وهو جندي وبوذي سابق، شاهد البوذيين يعدون الطعام لرجال يقول إنهم اغتصبوا وذبحوا عشرات الروهنغيا المسلمين في قرية تولا تولي بشمال ولاية أراكان بميانمار”.
وهاجم الجنود البوذيون القرية بوحشية لكنهم لم يصطدموا بإسلام مساعد رئيس القرية البالغ من العمر 60 عامًا، والذي اعتاد أن يكون واحدًا منهم قبل ذلك.
ونقلت الصحيفة عن إسلام الذي تبدو عليه النحافة وانحناء الظهر وذراعه مغطى بالتاتو قوله إنه شاهد عمليات الذبح والحرق التي وقعت في قريته العام الماضي. وأضاف إسلام:” لقد شاهدت كل شيء .. لم أستطع أن أفعل أي شيء سوى الجلوس والنظر”.
إسلام أصبح مسلما بعد أن وقع في حب مسلمة من الروهنغيا، ويعتبر إسلام وجهًا غير مألوف في مخيمات اللاجئين الممتدة في بنغلادش ويعيش فيها حاليًا ما يقرب من مليون شخص، بحسب الصحيفة.
وبينما هربت زوجته وأطفالها الخمسة من ميانمار جنبًا إلى جنب جيرانهم، يقول إسلام إنه احتجز لأسابيع في أراكان حيث حاول الضباط تحويله إلى البوذية مرة أخرى.
وتلقي قصة إسلام التي أكدها أكثر من 6 أشخاص في تولا تولي ولم تعطِ الصحيفة تفاصيل عنها أكثر مما سبق، خلال مقابلات منفصلة، الضوء على واحدة من أسوأ حلقات التطهير العرقي، بحسب توصيف الأمم المتحدة.
وكان تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في ديسمبر الماضي قال إنَّ الجيش الميانماري قام باغتصاب وقتل عدة مئات من أقلية الروهنغيا المسلمة في قرية تولا تولي بولاية أراكان الشمالية يوم 30 اغسطس الماضي.
ومنذ ذلك الحين، فر نحو 655 ألف شخص من أقلية الروهنغيا عبر الحدود إلى بنغلادش، خشية عمليات الاغتصاب والقتل والإحراق العمد الذي قالت الأمم المتحدة إنها يمكن أن تقدم دليلًا على الإبادة الجماعية.
وقال براد آدامز، مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، مستخدمًا الاسم القديم لميانمار إن “الفظائع التي ارتكبها الجيش الميانماري في تولا تولي لم تقتصر على كونها وحشية بل كانت ممنهجة” .
وأضاف أنَّ “الجنود نفذوا عمليات قتل واغتصاب لمئات من الروهنغيا بكل قسوة وبطريقة لا يمكن أن تتحقق إلا بالتخطيط المسبق”.
واستند التقرير المؤلف من 30 صفحة والمعنون: “مذبحة على ضفاف النهر: جرائم الجيش الميانماري ضد الإنسانية في تولا تولي” إلى مقابلات مع 18 ناجيًا من المجزرة والذين فروا إلى بنغلادش.
واستمرّت عمليات القتل لساعات، وفقًا لما أدلى به الشهود في التقرير، وجمع الجنود في وقت لاحق الجثث في حفر كبيرة على الشاطئ وأحرقوهم بمساعدة القرويين العرقيين في أراكان.
يأتي هذا التقرير بعد يوم واحد من إعلان الجيش الميانماري في بيان العثور على “جثث مجهولة الهوية” في جزء آخر من ولاية أراكان الشمالية.