وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أكد مدير عام وكالة الأنباء الروهنغية عطا الله نور، أن المسلمين الروهنغيين داخل “أراكان”، بعد الأحداث الأخيرة، يعيشون الهلع والخوف كل لحظة، ولا يأمنون على أهلهم ولا أنفسهم ولا أولادهم؛ فالقتل مستمر، والمضايقات مستمرة؛ حيث يُمنعون من الزراعة والتجارة إلا بعد دفع مبالغ باهظة”.
وقال لـ”سبق”: أزيل كثير من الأسواق والمحلات التجارية الخاصة بهم؛ فعلى سبيل المثال رصد ناشط روهنغي حجم الدمار الذي حَلّ بسوق شعبي للمسلمين الروهنغيين في “أراكان”، بعد أن قضت الحملة العسكرية على كامل السوق، وأزالت كل ما فيه من المحلات التجارية.
وأضاف: “إن سوق “بولي بازار” الشهير لدى المسلمين الروهنغيين في مدينة “منغدو” شمالي ولاية “أركان”؛ أزيل بالكامل خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأمن، وأحرق ما يزيد على 600 محل تجاري كانت تحتوي على بضائع بآلاف الدولارات”.
وتابع: “أظهر مقطع الفيديو دماراً هائلاً في السوق على مد البصر وقد أحرقت فيه المحلات التجارية، وأزيل بعضها بالجرافات. وتستمر أيضاً المليشيات البوذية في حرق القرى دون حسيب، وكذلك سرقة المواشي وسلب المزارع ونهب الأموال!! وتستمر في حرق المساجد أيضاً؛ بل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية كما هي عادتهم منذ عقود”.
وتابع: “الاغتصاب انتقل من اغتصابات فردية إلى اغتصابات جماعية، ويحصل ذلك بشكل متكرر، وأما السجون بالنسبة للروهنغيا؛ فتعد مقابر جماعية!!”.
وقال: يتعرض الروهنغيا دوماً للابتزاز، وفرضت عليهم الحكومة القيود على حرية التحرك، وأما التشريد فهو كذلك مستمر حتى اليوم برغم ادعاء حكومة “بورما” أنها تقوم الآن بترتيب الأوراق لإعادة اللاجئين المشردين سابقاً إلى الدولة المجاورة “بنغلادش”، وقد أصبحت قرى المسلمين خاوية، وأسكنت الحكومة البورمية فيها أسراً بوذية، وحولت قرى أخرى إلى مناطق عسكرية، وأظهرت الأقمار الصناعية حرق 200 من قرى الروهنغيا، كما قامت الحكومة بتسوية 28 قرية بالأرض عن طريق الجرافات.
وأشار إلى أن منظمة “العفو الدولية” أكدت يوم الاثنين الموافق لـ24/ 6/ 1439هـ، مستشهدة بأدلة جديدة لصور الأقمار الصناعية؛ أن جيش “بورما” يبني قواعد في أماكن كانت منازل ومساجد لأقلية الروهنغيا المسلمة، بعد فرار نحو 700 ألف منهم من البلاد.
ولحق دمار واسع بأكثر من 350 قرية بعد حرقها في ولاية “أراكان” غرب “بورما”، كما ردد تقرير منظمة “العفو الدولية” ما ورد في تقارير سابقة أفادت بأن ما تبقى من هذه القرى والمباني تم هدمه وتسويته بالأرض. وذكرت “المنظمة” أيضاً أن هناك ثلاث منشآت أمنية جديدة على الأقل تحت الإنشاء؛ فضلاً عن الإسراع ببناء مساكن وطريق؛ في حين قالت “تيرانا حسن” مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة “العفو الدولية” في بيان: “ما نشهده في ولاية “أراكان” هو استيلاء الجيش على الأراضي على نطاق واسع، يجري بناء قواعد جديدة لإيواء نفس قوات الأمن التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق الروهنغيا”، وأضافت “المنظمة”، أن أربعة مساجد على الأقل لم تأت عليها النيران تَعَرّضت للدمار أو لأضرار بالغة منذ أواخر ديسمبر؛ أي عام 2017م.
وفي إحدى قرى الروهنغيا أظهرت صور الأقمار الصناعية مباني لمركز جديد لشرطة الحدود تظهر إلى جوار موقع مسجد جرى تدميره في الآونة الأخيرة.
وأوضح “عطالله” أنه في تصريحات سابقة قال مسؤولون في “بورما”: إن القرى سويت بالأرض من أجل بناء منازل جديدة للاجئين العائدين. وجراء تلك الهجمات قُتِل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الروهنغيا في الفترة ما بين 25 أغسطس و24 سبتمبر 2017 حسب منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية.
وأضاف تسطر الأيام آلاف الروايات عن الروهنغيا في محنتهم.. أمهات يندبن أولادهن الصغار الذين اختطفهم الجنود وقتلوهم ثم رموهم في البحر، وآخرون اختطفوهم وأحرقوهم غير الذين ماتوا داخل البيوت في أثناء حرق البوذيين لبيوتهم. وفي هذا الشأن أوردت صحيفتا “إندبنت” و”ديلي تلغراف” روايات نقلتها منظمات إغاثية تتحدث عن اعتقالات وعمليات ذبح الأطفال وحرقهم في أكواخ من الخيزران، كقصة “عبدالرحمن” الذي نجا من خمس هجمات على قريته، وقتل شقيقه وأحرق مع مجموعة من رجال الروهنغيا في كوخ.
وأضاف “عطالله” أنه عثر على أفراد آخرين من العائلة قتلى وعلامات التعذيب بادية على أجسادهم. وذكرت الصحيفتان عن آخرين أنهم قُتلوا ذبحا، وآخرين قُطعت رؤوسهم.
كما أشارت إلى أن الجنود الميانماريين اعتقلوا أكثر من مائتين من الرجال واقتادوهم إلى كوخ من الخيزران وأشعلوا فيهم النيران!!