قال وزير الخارجية البنغلاديشي إن ميانمار وافقت من حيث المبدأ على بدء برنامج طال انتظاره لإعادة الاجئين المسلمين الروهينغيا الموجودين في بنغلادش إلى ديارهم.
وقال وزير الخارجية محمد شهيد الحق إن بورما و بنغلادش توصلتا إلى اتفاق لاستئناف البرنامج خلال المشاورات السنوية لوزراء الخارجية الذي يعقد في العاصمة البورمية بين 12 و 17 حزيران (يونيو)
وعندما سئل مدرس من اللاجئين الروهينغيا عن موضوع العودة قال: "نعود إلى ولاية أراكان في بورما إذا حصلنا على كامل حقوقنا كباقي الأقليات الإثنية الأخرى" وأضاف المدرس : "نحن في المخيم في بنغلادش منذ 1991-1992، لكن لا نرى أفقا لمستقبلنا، نعيش في قفص كبير مثل السجن، لذلك نريد حل أبدي وعاجل ".
من جهته قال السيد شهيد الحق في جريدة "ميانمار تايمز" في 15 حزيران (يونيو): لقد شجعنا الحكومة البورمية لإعادة بدء العملية وقد وافقوا ونتطلع إلى الوقت المناسب لتنفيذها كما نود أن نرى المواطنين البورميين الذين هم الان في بنغلادش أن يعودوا بأمان وبحالة جيدة وطوعاً إلى ديارهم حيث يستطيعون بدء حياة مزدهرة ومنتجة في بلدهم . وحتى الآن لم نتفق على إطار زمني للتنفيذ لأن العملية متوقفة على عدة عوامل".
وكانت حكومة دكا تحث على استئناف برنامج العودة منذ أن رفضت بورما تمديد الاتفاق الاصلي عام 2005.
لكن بورما ترفض الاعتراف بالروهينغيا كعرق إثني وتنظر إليهم على أنهم من العرق البنغالي كما تعتبرهم لاجئين غير شرعيين أتوا من بنغلادش إلى بورما أيام الاحتلال البريطاني.
كما أن بنغلادش لا تعترف بهم أيضا وتعترض على التعبير التي تستعمله بورما لوصفهم، وتصر حكومة داكا على تسميتهم بمواطنين من ميانمار لكن من دون وثائق شخصية.
وقد دخلت بنغلادش أعداد كبيرة من الروهينغيا عام 1978 و أيضاً بين عام 1991 و 1992 حسب أقوال الهيئة العليا لللاجئين التابعة للأمم المتحدة وفر عدد كبير آخر خلال الاشتباكات التي دارت في ولاية راخين خلال شهري تشرين الاول (أوكتوبر) و حزيران (يونيو) من العام الماضي بالرغم من عودة الكثير منهم.
لكن العملية توقفت كليا في تموز (يوليو) من عام 2005 حين رفضت الحكومة البورمية تمديد الموعد الأخير للاتفاق الاصلي واستمرت بإعاقة كل الجهود التي ترمي إلى إعادة الروهينغيا الى ديارهم. ثم أعيد البدء بالخطة في 2009 لكنها توقفت فجأه عندما رفض 900 لاجئ العودة إلى بورما بالرغم من السماح لهم بذلك.
تقدر بنغلادش أنه يوجد ما يناهز 30000 لاجئا يحملون وثائق شخصية ويعيشون في مخيمين في مدينة كوكس بازار. وقد صرحت وزيرة خارجية بنغلادش "ديبو موني" في جلسة للبرلمان أن أكثر من نصف مليون لاجئ من بورما قد دخلوا بلادها بطريقة غير شرعية.
فتصاعد المشاعر المعادية للإسلام في بورما واندلاع العنف ضد الأقليات الدينية قد أديا إلى إدانة دولية، لكن السيد شهيد الحق قال إنه لم يكن على علم بالمشاعر المعادية للمسلمين في بورما.
وحسب أقوال الاجئين الروهينغيا، فإنهم يخشون أن تعيدهم بنغلادش بالقوة مثلما فعلت من قبل. وقد قال أحدهم :"لو كان الوضع مستقراً في ولاية آراكان لعدنا، ولا حاجة عندئذ إلى إتفاق لإعادتنا. لقد حرمنا حق المواطنة من الحكومة البورمية".
وأضاف اللاجئ أيضاً :" نستغرب كيف أن آلاف الروهينغيا قد شردوا وقتلوا ويتفاقم الوضع يوما بعد يوم ثم تقترح الحكومة البنغلادشية عودتنا على الحكومة البورمية؟"
المصدر :
الترجمة والتحرير :
سعيد كريرديه