ترجمة: سعيد كريديه
بينما كان "نور كبير" (25 عاماً) جالسا يوم الاحد 21 تموز (يوليو) عند مدخل أحد المحلات يتحادث مع مالك هذا المحل، اقترب 4 أفراد من الشرطة البنغلاديشية نحوهما وطلب أحدهم من نور أن ينهض من الكرسي ليكلمه. وخلال المحادثة لم يتجاوب نور مع طلبات الشرطة، ووفقاً لشهود عيان قام أفرادها بضربه بلا رحمة بالعصي. بعد ذلك أرسلوا نور إلى مكتب إحدى المخيمات حيث قالوا له هناك أنه عليه أن يتعالج في المستشفى بسبب تعرضه لجروح في صدره. مكث نور 4 أيام في المستشفى ثم أُطلق سراحه. وعند عودته قام مكتب المخيم ببعض التحقيقات، فقالت الشرطة أن نور هدد أفرادها بالهجوم عليهم لذلك تعاملوا معه من منطلق الدفاع. إلا أن هذا التصريح مغاير لكل الأقوال من شهود العيان. لكن مكتب المخيم استند إلى أقوال الشرطة ووبخ نور لأنه هدد الشرطة التي يعتبر أفرادها من موظفي الدولة، وأي اعتداء عليهم سيؤدي إلى الاعتقال.
يعد مخيم "نارابارا " الذي يعيش فيه حوالي 10000 روهنغي من أحد المخيمات التي تعترف بها الأمم المتحدة، ومعظم نزلائه من الروهنغيا الذين فروا من ميانمار في أواسط التسعينات. يقول سكان هذا المخيم أنه يُسئ معاملة الطلاب والمثقفين حيث كانوا يبعدون عن أي اتصال أو لقاء مع المندوبين الدوليين الذين يزورونهم، ويقولون أن :"الحكومة لا تريد أن يعرف العالم عن الأوضاع المزرية التي يعيشونها.
وكان هناك حملات إعتقال لتلاميذ لاجئين لمجرد أنهم يحملون هواتف ذكية . وعندما تكلم أحد سكان المخيم عن نور كبير قال "اليوم كان دور نور وغداً سيكون دوري، هذه ليست بلادنا لذلك هم يكرهوننا
. هذا نموذج من المعاناة داخل أحد المخيمات المعترف بها رسمياً من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووضعهم يبدو أفضل من 95000 آخرين في مخيمات غير رسمية حيث يواجه الروهنغيا فيها نقص في الطعام والمساعدة الطبية. وهناك تقديرات تفيد انه يوجد حوالي 10000 روهنغي يعيشون سرًا في الغابات والقرى ويكافحون من أجل العيش.