نعم نحن أمة طال رقادها !!!
حالنا مأساوية، وواقعنا مرير ، وحياتنا أليمة، وظروفنا قاهرة ، منسيون عبر مر التاريخ ، وضعنا في هامش المجتمعات البشرية .
جردنا من روح الإنسانية ، وحرمنا من الشعور بالوطنية؛ فكأننا أحببنا وطنا وهميا، سطره خيالنا بحكايات أجدادنا .
قالوا عني : أركاني!!
قلت لهم: وأين مكاني؟!! فقالوا: صار مجهولا في الزمان، فسلبوا عني موطني وعنواني !!
فأوحت الحياة إلي أن الإنسان لوطنه ، والوطن للإنسان .
فالله كرم الإنسان، وسخر له الأرض فدحاها.
فلا كرامة بلا وطن .
ولاعزة لقوم بلا وطن .
أيا إخواني الأراكانيون :
لا أحد منا ينكر أننا نعاني في شتى جوانب الحياة ، بتفاوت الأعمار، واختلاف المهن ، وتنوع أماكن الوجود. تلكم القصص المأساوية..
نحلم بالاستقرار ، ونأمل في العيش بسلام ، في ظل فقدان للوطن ، وضياع للهوية ، وتشتت للمجتمع .
تعلو الصرخات والنداء ، ويهتف بالويلات والبكاء!!
تلكم هي الظروف الزمانية والمكانية ..التي تجعل الفرد منا تائها منكسرا …
فلذا أبعث كلماتي إليكم -أيها الأركانيون المقيمون في المملكة العربية السعيدة –
وفي ظل سطو مواقع التواصل الاجتماعي ، حين ملئت بالهتافات والمشادات ، ونسجت بخيوط السخرية الخفيات.اتهامات تتبادل.. وأعداء متربصون.. وضعاف يتناقلون..
فأبدعنا في الرد والمد والجزر، ونسينا وأهملنا ذاتنا وقضيتنا الأم.
فكثرت التحزبات ، وفشا الجهل ، وعمت الفوضى !!
فمهلا أحبتي فمهلا !!
نريد الرقي ، نريد صفحة بيضاء ، وأيادي متكاتفة. فهيا بنا إلى عمل بإخلاص بلغة أهل الإسلام.
فالصمود الصمود ..
فمشروع التصحيح الامتحان الأول لنا ، والانطلاقة الأولى نحو الرقي .
يكفي التجهم والتهجم على العاملين فيه .
فذاك مشروع ضخم وجهد بشري، مليء بالعقبات.
فمن البديهي أن يكون هناك سقطات .. ومن التخلف نقر تلك الزلات ، وإشاعتها في مواقع التواصل بأفحش العبارات وأتفه الشعارات. فالعاملون بشر ، ولديهم شواغل و موانع .
لكنهم عملوا مطوعين، فضحوا بوقتهم وجهدهم ، وربما بوظائفهم؛ لخدمة مجتمعهم .
أي نموذج للوفاء هذا ؟!!
فعلينا التكاتف والتآلف؛ فهذه مرحلة مهمة ، ولا ندرك ماذا تخفي لنا من سوابغ الخيرات ؟!!
فالحكومة السعودية تعاونت مع قضيتنا الإسلامية ؛ وقدرت ظروفنا المأساوية. فهي سلسلة ومسيرة عطاءات، متواصلة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز رحمه الله .
فجزى الله دولة الإنسانية خير الجزاء.
واعلموا أن الوقت أزف لبناء الإنسان الأراكاني الطموح، والمكافح المدافع لقضيته. فلنسلك سبل الرقي والنهضة؛ لرفع اسم أراكان في المحافل الدولية، في مجالات متعددة متنوعة.
وتذكروا أنكم على قدر نياتكم سترزقون.