وكالة أنباء أراكان ANA
إن المنظمة البورمية الروهنجية في المملكة المتحدة (بروك) والمنظمة الوطنية لروهنجيا أراكان (ARNO) يدينان بشدة تصريحات زعيمة المعارضة البورمية “داو أونغ سانغ سوكيي” المشينة ضد المسلمين والتي أدلت بها في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم الخميس 24 أكتوبر 2013م . فتصريحاتها عن الأقليات الإسلامية التي تعيش في بورما مليئة بالإجحاف المبني على التعصب والخوف من الإسلام (إسلامفوبيا) . وفي ظل الوضع المأساوي من الظلم والتطهير العرقي والإبادة الجماعية المرتكبة ضد الروهنجيا وغيرهم من المسلمين في بورما ؛ حاولت “داو أونغ سانغ سوكيي” الدفاع عن التطرف البوذي قائلةً : إن البوذيين في بورما متخوفون من “القوة الإسلامية العالمية “، في حين لا يوجد مثل هذا التهديد من الأقلية الإسلامية في بورما التي تعتبر عدديا ضئيلة وصغيرة جدا. وهذا الاتهام سبب وهمي وذريعة من أجل إخفاء السبب الحقيقي وراء محنة الروهنجيا، حيث إن بورما هي بلد أغلبية سكانه من البوذيين، لا سيما عندما يُعتبر الروهنجيا عديمي الجنسية و محرومين من الحريات الأساسية .
على الرغم من الطلبات المتكررة ، رفضت “سو كي” زيارة مناطق الروهنجيا ؛ حيث وجدت منظمة ذات مصداقية مثل هيومن راتس ووتش (HRW) أدلة لوجود مقابر جماعية في أراكان . واستنتج خبراء في القانون الدولي ، بعد دراسة جميع الأدلة ، أن التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية ارتكبت ضد السكان الروهنجيا ؛ إلا أن “سوكي” ترفض أن تعترف بهذه التهم وأن تدين هذه الجرائم الدولية .
كما لا تزال “سوكي” غير مبالية تجاه ‘الإبادة المستمرة للروهنجيا المسلمين’ وتجاه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي يواجهها الروهنجيا في المخيمات البائسة التي نزحوا إليها أو في القرى التي وضعت تحت الحصار لفصلها عن بقية البلاد كما حصل في عملية الفصل العنصري في جنوب إفريفيا (أبارتايد) أو في استمرار محنة ومعضلة ما يقدر بنحو 1,5 مليون ونصف من شتات الروهنجيا والذين يستقلون القوارب للفرار إلى جميع أنحاء العالم . وكأنها بذلك تحاول السخرية من المجتمع الدولي قائلةً : ” غادر عدد من البوذيين البلاد في عهد الديكتاتورية ” . هذا التصريح غير ذي صلة تماما بالوضع الراهن.
ومما يثير القلق جدا أن الرهبان المتطرفين المعروفين بكراهيتهم للمسلمين اتخذوا من كلماتها تشجيعا كبيرا لهم . إنها لا تدفع البشرية نحو العداء بين الأديان فقط ولكن تقلل أيضا من احتمالات السلام والتسامح والتعايش المتبادل بين المجتمعات المختلفة والجماعات العرقية والدينية في البلاد. ومع ذلك لا يعكس سلوكها موقف أغلبية الشعب لأن التاريخ يشهد أن البوذيين في بورما والمسلمين عاشوا جنبا إلى جنب بسلام لعدة قرون.
ومن المؤسف أن ترفضهم حكومة “ثين سين” وأن تضطهدهم وغيرهم من المسلمين في حين أن بعض الأحزاب السياسية و زعماء المعارضة الأكثر نفوذا غير مبالين ويصفقون للظالمين .
وفي ظل هذه الظروف تحث الأمم المتحدة على استخدام كل فرصة لإدراج قراراتها عن بورما في الجمعية العامة ، التي تقوم الآن بصياغة إنشاء لجنة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في هذه الجرائم . وذلك ما يُمكن من إثبات الحقيقة وتقديم توصيات للعمل في مصلحة السلام والأمن الدوليين .
وفي الوقت نفسه ، فإنه من الجدير بالذكر أن الإسلام يدعو إلى السلام والمحبة و الوئام و يشجب جميع أشكال العنف الجائر، ونلفت انتباه “داو أونغ سانغ سوكي” وجميع القادة البورميين إلى الجوانب الإيجابية والبناءة للإسلام وتعاليمه وتوجهاته السلمية والفلسفية والخيرية.