ترجمة : سعيد كريديه
قررت بنغلاديش إغلاق حدودها مع ميانمار لمنع دخول الروهينغا (وهم مسلمي ميانمار) الذين يبحثون عن ملجأ من الاضطهاد الذي تقوم به الأغلبية البوذية، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة " دكا تريبيون" يوم الجمعة.
وقد أدلت وزيرة الشؤون الخارجية في بنغلاديش "ديبو موني" بهذا الإعلان في البرلمان – وهو السلطة التشريعة العليا في البلاد – يوم الخميس قائلةً إن "التسلل" قد ضغط على بنغلاديش، و بالتالي فإن الحكومة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد " المتسللين الغير الشرعيين وضد الذين يقدمون لهم المأوى."
وتابعت وزيرة الخارجية في تصريحها للبرلمان :" بالنظر إلى الوضع الغير المستقر في ولاية راكين، فقد اتخذت وزارة الخارجية تدابير لإغلاق الحدود مع ميانمار من أجل وقف تسلل مواطني ميانمار وذلك من أجل المصالح الوطنية لبنغلادش." وأضافت :" إن الحكومة قد أعلمت السكان المحليين على طول الحدود عن الوضع ، وأعطت تعليمات إلى وكالات إنفاذ القانون لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين". وقد بررت "موني" القرار بالقول " إن في المملكة العربية السعودية و غيرها من البلدان الإسلامية هي متعاطفة مع محنة المضطهدين الروهنغا."
وقد جاء التحرك في البداية مما أطلقت عليه الأمم المتحدة الأسبوع الماضي " الهجرة السنوية و المميتة في أغلب الأحيان " لمواطنين من ولاية راكين في ميانمار – وهي فترة تبدأ الهجرة خلالها عادة في شهر تشرين الأول (نوفمبر) عندما تصبح البحار هادئة.
ووفقاً إلى دان ماكنورتن ، المتحدث باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة ، فقد فر أكثر من 1500 شخص من أعمال العنف التي اندلعت في ميانمار خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي نهاية الأسبوع الماضي غرق قارب يحمل 70 روهينغيا قبالة الساحل الغربي لميانمار وقد نجا من هذه الكارثة 8 أشخاص فقط.
ويُعرض حالياً صور للمسلمين الروهنغيا عديمي الجنسية في المتحف التذكاري للمحرقة (هولوكوست) في واشنطن العاصمة وقد عُلقت على جدرانه الخارجية بأمل تسليط الضوء على المأساة. إلا أن ميانمار قالت إن المعرض " غير لائق ".
من جانبه قال المصور غريغ قسطنطين :" إن العمل أمر ضروري فقد حجبت مصالح الجميع والخطوات الإصلاحية الديمقراطية هذه المأساة من الظهور إلى العلن في الوقت الذي يجري فيه الكثير من المحادثات عن التطورات المذهلة في بورما."
وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان العنف الطائفي بين العرقيتن الراخين البوذيين والروهينغا المسلمين، والذي أسفر عن مقتل نحو 240 شخصا وأجبر مئات الآلاف على الفرار، في حين أن الإصلاحات الديمقراطية جارية في ميانمار.