رانغون – أ ف ب
فرض حظر التجوال على عاصمة ولاية راخين غرب ميانمار (بورما) أمس الأحد (10 يونيو/ حزيران 2012) بعد أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وتهدد بالامتداد وانتشار «الفوضى»، بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية.
وباتت مدينة سيتوي وثلاث مدن أخرى في هذه الولاية التي أصيب فيها أيضاً 17 شخصاً بجروح، خاضعة لنظام حظر التجوال بين الساعة 18:00 والساعة 6:00 صباحاً. وقالت الإذاعة والتلفزيون الرسميان «يبدو أن هناك أناساً يحاولون العبث بالأمن العام». وأضاف المصدر نفسه «نعتقد أنه قد تقع مواجهات. فالتجمع وإلقاء خطابات وإجراء مسيرات والتحريض على أعمال الشغب أو المواجهات هي أعمال محظورة».
وتزايدت التوترات الدينية بشدة بعد مقتل عشرة مسلمين بيد حشد غاضب انهال عليهم بالضرب في جنوب ولاية راخين التي كانت تعرف فيما مضى باسم أراكان في شمال غرب البلاد. ثم قتل أربعة بوذيين يوم الجمعة الماضي قبل اندلاع موجة ثانية من أعمال العنف أمس الأول (السبت). لكن يبقى من الصعب معرفة الانتماء الأثني والديني للضحايا الثلاثة الآخرين. وتم تدمير نحو 500 منزل بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
واتهمت السلطات الروهينجياس المسلمين الذين لا يعترف بهم كمواطنين، بالوقوف وراء أعمال العنف التي بدأت بالقرب من مونغداو على الحدود مع بنغلاديش. وكتبت صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية الصادرة بالانجليزية إن «الكراهية وسوء التفاهم أو أي شكل من أشكال النزاع… لا تخدم مصالح أحد بل تجلب الثأر والفوضى والركود». وأضافت «عندما يحل انعدام الثقة بين الشعوب فإنه يحول منطقتها إلى اتون وبؤرة للتضليل»، مشيرة إلى أن «الشائعات تنتشر في كل مكان كما يطرق الشيطان كل باب كرسول موت ودمار». ودعت الصحيفة السكان إلى «التسامح».
وتجمع نحو 600 شخص أمس في معبد شويداغون برانغون الموقع الرئيسي للبوذية الوطنية، للمطالبة بإحقاق الحق للراخين مع عبارات لا تفرق بين المسلمين الهنود والبنغلاديشيين والروهينجياس. وكتب على بعض اللافتات «لا مكان للإرهابيين البنغاليين» و «أنقذوا الراخين».
وقال رئيس شبكة الراخين الوطنية (وهي منظمة ناشطة) تين هتو اونغ إن أعمال العنف «تسيء إلى الأمن الوطني والمصالح الوطنية والقانون. إنها ليست مشكلة البلاد فحسب بل أيضاً مشكلة العالم أجمع». ودعا المتظاهرون «الحكومة إلى تعزيز الأمن» وانتقدت تغطية الأحداث من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
والروهينجياس ليسوا من الأقليات الإثنية العديدة التي يعترف بها نظام نايبيدا وهم من دون جنسية ويعتبرهم كثيرون من المواطنين أجانب وينظرون إليهم بعنصرية. ويقيم الروهينجياس الذين يقدر عددهم بنحو 750 ألف نسمة، عموماً في شمال هذه الولاية، فيما يقيم عشرات آلاف آخرين في مخيمات في بنغلاديش. وتعتبرهم الأمم المتحدة من الأقليات الأكثر عرضة للاضطهاد في العالم.
المصدر:الوسط