ساد التوتر شمال غرب ميانمار يوم الاثنين بعد ان اجتاحت الاضطرابات الطائفية أكبر مدن المنطقة في مطلع الاسبوع وشاهد مراسل رويترز حشودا من المسلمين والبوذيين يحرقون المنازل وقوات الشرطة تطلق النار في الهواء لتفريقهم.
وأعلنت السلطات ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا واصيب كثيرون في اعنف اضطرابات طائفية تشهدها ميانمار منذ ان حلت حكومة رئيس ميانمار ثين سين الاصلاحية محل مجلس عسكري في العام الماضي وتعهدها بتحقيق الوحدة في واحدة من اكثر دول اسيا تنوعا من الناحية العرقية.
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان ما لايقل عن 500 منزل ومبان اخرى احرقت اثناء اعمال العنف.
واندلعت الاشتباكات يوم الجمعة في بلدة مونجداو بولاية راخين ثم امتدت الى العاصمة الاقليمية سيتوي والقرى المجاورة مما دفع الحكومة الى فرض حالة الطواريء في المنطقة الليلة الماضية وفرض حظر التجول من المساء حتى الفجر.
وتصاعدت اعمدة الدخان من بعض المناطق في سيتوي وهي ميناء يعيش فيه البوذيون والمسلمون في منازل مصنوعة من الخشب وسط أجواء من التوتر الكامن بين الجانبين. وشوهد بعض البوذيين يحملون العصي وأسلحة أخرى.
وقال زاو هتاي مدير مكتب الرئيس لرويترز "أمرنا الان قوات الجيش بحماية المطار وقرى راخين التي تتعرض للهجوم في سيتوي. الترتيبات جارية لفرض حظر التجول في بلدات أخرى."
وتقوض الاضطرابات صورة الوحدة العرقية والاستقرار التي ساهمت في اقناع الولايات المتحدة واوروبا بتعليق عقوبات اقتصادية هذا العام كما قد يضر حظر التجول بالسياحة والاستثمارات الخارجية وهي مكاسب كانت البلاد تنتظر جنيها بعد نحو نصف قرن من الحكم العسكري.
وقال ثين سين يوم الاحد ان العنف الطائفي في غرب البلاد يمكن ان يعرض تحول ميانمار للديمقراطية للخطر اذا انتشر بشكل أكبر.
وأدلى ثين سين بهذه التصريحات بعد ثلاثة ايام من العنف بين البوذيين وافراد الاقلية المسلمة المعروفة باسم الروهنجيا المنحدرين من اصول جنوب اسيوية. وتعتبرهم الحكومة مهاجرين بشكل غير مشروع من بنجلادش ولا تمنحهم الجنسية.
وقد تجبر الاضطرابات ثين سين وهو جنرال سابق على التعامل مع قضية انتقدتها جماعات حقوق الانسان طوال سنوات وهي محنة الاف من المسلمين يعيشون بلا جنسية بامتداد حدود ميانمار مع بنجلاديش في ظروف صعبة ويلقون معاملة عنصرية من جانب الاغلبية البوذية في راخين.
وتفجرت اشتباكات يوم الجمعة بعد تقارير عن تعرض امرأة بوذية لاغتصاب جماعي وقتلها في جريمة انحي باللائمة فيها على مسلمين وما تلا ذلك من قتل انتقامي لعشرة مسلمين. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان ثلاثة رجال مثلوا امام المحكمة يوم الجمعة بتهمتي الاغتصاب والقتل.
وحذر ثين سين في خطاب تلفزيوني أعد على عجل امس الاحد ان "الثأر والفوضى" يمكن ان تنتشر بسرعة خارج راخين وتقوض عملية الانتقال الى الديمقراطية.
وقال ثين سين "اذا وضعنا القضايا العنصرية والدينية في المقدمة واذا وضعنا الكراهية التي لا تنتهي مطلقا والرغبة في الانتقام والاعمال الفوضوية في المقدمة واذا واصلنا الانتقام وارهاب وقتل بعضنا البعض فهناك خطر ان تتزايد (الاضطرابات)وتتجاوز راخين.
"اذا حدث هذا فان على الشعب ان يدرك ان استقرار وسلام البلاد وعملية التحول للديمقراطية والتنمية والتي ليست سوى في مرحلتها الانتقالية الان قد تتأثر بشدة وسيضيع الكثير."
المصدر:خبري كوم