المسلم – بدأت الإثنين في مدينة كوناكري، عاصمة غينيا، الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي بمشاركة 57 دولة، إضافة إلى جمهورية قبرص التركية، والبوسنة والهرسك، وجمهورية افريقيا الوسطى، وروسيا، وتايلاند، بصفة مراقب.
وفي آخر كلمة له بوصفه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، استعرض أكمل الدين إحسان أوغلى خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية، التي انعقدت يوم 9 ديسمبر في كوناكري عاصمة جمهورية غينيا، أهم الإنجازات والمبادرات التي تحققت أثناء فترة ولايته على رأس الأمانة العامة للمنظمة.
أما بالنسبة لقضية فلسطين، التي هي سبب وجود منظمة التعاون الإسلامي أصلاً، فقد أبرز إحسان أوغلى أن هذه القضية شهدت تطورات مهمة في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن الإجماع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012 يُعدّ إنجازاً كبيراً يتعين استغلاله على الوجه الأمثل من أجل تأمين المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة .
كما تطرق إحسان أوغلى للوضع الخطير الذي تمر به مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وللإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ودعا الدول الأعضاء، في هذا الصدد، إلى المشاركة الفعالة في أعمال الجلسة الاستثنائية التي ستعقد خلال الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية بغية وضع برنامج عمل والاتفاق على تدابير عملية من شأنها أن تضع حدا لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس. كما كرر دعوته لجميع الدول الأعضاء والمؤسسات والصناديق لأخذ زمام المبادرة بشكل عاجل وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس، معتبرا ذلك الوسيلة المثلى لتوحيد الجهود وتركيز التدخلات بما يتناسب مع خطورة التحديات التي تواجهها مدينة القدس.
وتحدث إحسان أوغلى كذلك عن زيارته الأخيرة إلى فلسطين في أغسطس 2013 وعن ما لاحظه شخصيا من مخاطر التهويد الوشيكة التي تتهدد القدس، فضلا عن الظروف العصيبة التي يعاني منها الشعب الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، تحدث أوغلى عن آخر زيارة هامة أجراها في نوفمبر 2013 إلى ميانمار على رأس وفد وزاري للاتصال يمثل مجموعة منظمة التعاون الإسلامي. وقال إنه حرص خلال جميع لقاءاته مع المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني وأبناء المجتمع في ولاية راخين المسلمة على إبراز رغبة منظمة التعاون الإسلامي في فتح قنوات الاتصال والحوار مع ميانمار واستعدادها للمساهمة في جهود المساعدات الإنسانية وجهود إعادة التأهيل لجميع الأفراد والطوائف المتضررة دون أي تمييز. كما شدد على ضرورة توضيح الرؤية الخاطئة وسوء الفهم من كلا الجانبين بهدف بناء الثقة. وفي ختام هذه الزيارة، صدر بيان مشترك مع حكومة ميانمار حدد إطاراً للتعاون المشترك بين الجانبين. وقال إحسان أوغلى في هذا الصدد: "بفضل الدبلوماسية البناءة والضغط المدروس والمشاركة الدولية، تم تحقيق اختراق تاريخي في العلاقات بين منظمة التعاون الإسلامي وميانمار". وعقب الزيارة، كتب أوغلى رسالة إلى الرئيس شكره فيها على حسن الضيافة، واقترح ثلاثة مشاريع، هي إنشاء كلية للتدريب التقني علاوة على مرفق طبي في ولاية راخين من قبل البنك الإسلامي للتنمية، وقيام إرسيكا بتنظيم ندوة دولية حول العلاقات بين البوذية والإسلام من منظور تاريخي. وحث الدول الأعضاء على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والمساهمة في المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في ميانمار، مع الحفاظ على الضغط السياسي على الحكومة لتلبية حقوق أقلية الروهينجا المسلمة.