وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات
بقلم د.أحمد البغدادي
من المآسي أو المشاهد التي كثيرا ما أتعبت قلبي..
أحد علماء الحديث، رجلٌ يتجاوز عمــره( 75 ) سنة ضريرٌ ضعــــيف البصر جدا وقد سجلت معه لقاء على حدود بنغلاديش ، هذا الشيخ حفظــــه الله رجل من علمـــــاء الحديث
يقول: خرجت منــــــــذ ثلاثة أيام وأنا أمشي لا أعرف أين أذهــــــب وإلى أين أســـــــير وكنت في رفقة الإخــــوان يأخذوني يميناً وشمالاً لا أعرف إلى أين نتجــــــه وكـــــــيف وصلت إلى ذلك المخيم مخـــــيم (ليدر).
وصل هذا الرجـل وكان يبكي بكاء شديداً ويقول :فقدت زوجـــــتي وكل من أعرفهـــم والآن لا أعرف أحوالهم ومكانهم بعد وصولي إلى هذا المخـــــــيم. وقد رأيت حالته وكانت جداً صعـــــبة
يقول : منذ ثلاثة أيام لم آكل ولم أذق طعــــام طيباً إلا كسرات من الخبز ممايعطيه الناس في طريقي حتى وصلت إلى هذا المخيم . كان الرجل في ذلك اليوم في رمضـــان
يقول :كنت صائما ثلاثة أيام دون طعـــــام حتى البارحة لم أتسحر للصيام لهذا اليوم وصمت بلا سحــــور.
أثر هذا في نفسي كيف أن عالماً جليلاً مثله يحمل في صدره سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا حاله ثم قلت في نفسي هذا الرجل حفظه الله تعالى، لأنه يحفـــــظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى تلك الأرض البعيد عن بلاده.
هذه القصة حقيقة مؤثرة جدا كيف يخـــرج الناس وهم في حال من الذعر لايعلمون اين يمشون وإلى أين يذهــــــــــبون انقطعت بهم الســــبل إلا سبيل الله سبحانه وتعالى الذي حفـــــــظ أمثالهم وحفظ الأطفال والنساء . هذه القصــــة أثرت في نفسي كثيراً كيف بهذا الرجـــــــل الذي بلغ من السن عتيا ولم يجـــــــد من يناصره ولم يجد من يعطيه ومن يعينه إلا الله سبحانه وتعالى وكانت القصـــــــــــة وقفة حقيقية بيني وبين نفسي وتساءلت أين نحن منهم ومن نصرتهم ..
بقلم د.أحمد البغدادي
المشرف على المركز الروهنجي العالمي ( GRC )