وكالة أنباء أراكان ANA : ترجمة الوكالة
زار الراهب القومي البوذي “يو ويراثو ” ولاية أراكان التي يمزقها الصراع، وانضم إلى احتجاجات كبيرة ضد التعداد السكاني الذي سيجري في مطلع الأسبوع القادم .
يعارض البوذيون الأراكانيون المحليون التعداد لأنه سوف يسمح للأقلية الروهنجية عديمة الجنسية بتسجيل هويتهم العرقية كما يحلو لهم .
اندلعت احتجاجات يوم الأحد الماضي ضد التعداد المدعوم من الأمم المتحدة في تسع بلدات في ولاية أراكان .
وقال ويراثو ، إلى وكالة إيراوادي وهو الراهب الذي يرأس منظمة “969” المثيرة للجدل ، والتي اتهمت بنشر خطاب الكراهية ضد المسلمين أنه شارك من أجل التعبير عن دعم الاحتجاجات. مدعيا أن انضمامه إلى الاحتجاجات في بلدة [ميبون] وتشجيعه للمتظاهرين هو عدم وجود اسم مثل الروهينجا في البلد، ومحاولتهم لإيجاد ووضع هذا الاسم قائلا إن هذا ليس من العدل “.
وقد أعرب العديد من السياسيين الأراكانيين ومن المجتمع البوذي عن غضبهم إزاء تعداد الأقلية المسلمة لأنه يقدم لها الفرصة لاختيار العرق كما يحلو لهم وفقا للمعايير الدولية للتعداد .
وقال نواب أراكانيون إنهم يعارضون هذه المعايير لجمع بيانات التعداد لأنها تبدو متناقضة مع موقف الحكومة الذي يقول إنه ليس هناك مجموعة تدعى الروهنجيا في بورما.
وقال بي ثان ، النائب في الحزب الوطني لأراكان الذي شكل مؤخرا: ” لقد حان الوقت لإصدار بيان واضح حول ما إذا كانت هذه الحكومة سوف تستخدم اسم الروهنجيا أو لا في قائمة التعداد ، وإلا سيكون هناك المزيد من الخلاف والمزيد من الاحتجاجات في منطقتنا. ” وقال ” إن المجتمع الأراكاني قرر مقاطعة التعداد إذا لم تعالج شكاوى أفراده ، مضيفا أن الأقلية المسلمة يجب أن تكون مسجلة فقط تحت اسم ” البنغاليين. ”
وقالت نيو آي وهي ناشطة أراكانية ساعدت في تنظيم الاحتجاج :” إن المجتمع الأراكاني يرفض التعداد ما لم يتم تغيير منهجية جمع البيانات الخاصة به “. وقالت ” إذا لم يكن هناك استجابة من الحكومة فنحن على استعداد لمقاطعة التعداد. ”
وينظم التعداد بمساعدة من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA ) وسيبدأ في نهاية آذار مارس الجاري .
وسيطلب من المشاركين تحديد انتمائهم العرقي والديني حيث يمكنهم اختيار العرق من قائمة تصنيف تضم 135 من الأقليات التي صنفت في قانون الجنسية لعام 1982م من قبل الحكومة العسكرية آنذاك وتم حذف الروهنجيا من القائمة ووصفوا كمجموعة بدون جنسية تسمى ” البنغاليين “، لتشير إلى أن أكثر أفرادها من المهاجرين غير الشرعيين من بنغلاديش المجاورة.
ويدعي الروهنجيا المسلمون على العكس من ذلك ، وأنهم عاشوا في شمال ولاية أراكان لأجيال .
وقال الصندوق :” إن المستطلعين الذين لا يتطابق وصفهم مع واحدة من الأعراق الـ 135 يمكن أن يصفوا أنفسهم بأنهم من عرقية معينة ويقرروا شفويا الانتماءات العرقية المرجوة منها إلى المسؤول عن التعداد وسوف تكون هذه البيانات مشفرة أثناء المعالجة. ويتيح هذا الخيار لتسجيل الروهينجا هويتهم العرقية كما يحلو لهم ” .
ورد وزير الهجرة والسكان خين يي على النواب الأراكانيين أنه لا يمكن تغيير إجراءات التعداد، ولكنه أكد لهم أنه لن يغير موقف الحكومة فيما يتعلق بالروهنجيا .
ويشعر العديد من البوذيين الأراكانيين المحليين بالقلق من أن يؤدي اعتراف الحكومة بالسكان الروهنجيا إلى تحول في التركيبة السكانية بولاية أراكان في نهاية المطاف ، وذلك مع فقدان السلطة السياسية والهوية الثقافية.
وقال ويراثو إنه وصل لأول مرة إلى عاصمة الولاية أكياب يوم 10 آذار مارس و ألقى عددا من الخطب للبوذيين الأراكانيين في بلدة كيوكتو وفوكتو وبوناغيون .
في ذلك الوقت، اشتكى أفراد من الأقلية المحلية المسلمة “كامان” -وهم على عكس الروهنجيا من مواطني بورما- من تعرضهم للعنف خلال زيارة رهبان منظمة” 969.”
وقال ويراثو إنه لقي ترحيبا من المجتمع البوذي الأراكاني ، مضيفا أنه طلب منهم خلال خطبه أن يصبحوا أكثر إلماماً بوسائل الإعلام عند التعبير عن وجهات نظرهم بشأن الصراع الطائفي مع الروهنجيا. وقال الراهب الذي يتخذ من ماندالاي مقراً له :” قلت لهم إنهم بحاجة إلى التدريب بشكل أكثر في الإعلام ، وذلك، لكي يتعلموا كيفية التعامل مع وسائل الإعلام”.
وعندما سئل عما إذا كان للخطب المناهضة للمسلمين دوراً في تأجيج التوترات في المنطقة المضطربة ، أجاب: “أينما أذهب لا أجد مشكلة. أنا أخبر الناس عن كيفية حل النزاع في إطار سيادة القانون ” .