وكالة أنباء أراكان ANA : ترجمة الوكالة
لا يزال الآلاف من المسلمين الروهنجيا في بورما يفتقرون إلى الرعاية الصحية بعد أسبوعين من أمر الحكومة لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية الدولية بمغادرة ولاية أراكان.
تشير تقارير إلى وجود وفيات في المخيمات التي تأوي النازحين بسبب العنف الطائفي المستمر منذ فترة طويلة في الولاية.
وكانت عمليات منظمة أطباء بلا حدود قد عُلقت في أواخر الشهر الماضي عندما اتهمت بتفضيلها معالجة الروهنجيا على البوذيين المحليين.
ومنذ ذلك الحين سُمح للمنظمة باستئناف عملها في بورما ، ولكن ليس في ولاية أراكان.
وكان عضو الكونجرس الأمريكي السابق “توم اندروز” – يتزعم منظمة غير حكومية مقرها واشنطن في الولايات المتحدة لإنهاء الإبادة الجماعية – قد زار البلاد لمدة شهر، ، وزارمخيمات النازحين الروهنجيا حيث يكافحون من أجل البقاء .
وقد أجرى مراسل إذاعة استراليا كارون سنودون حوارا مع توم أندروز وخرج بهذا الحوار التالي :
اندروز : لقد وصفت الأمم المتحدة الروهنجيا بأنهم أكثر الشعوب اضطهاداً على وجه الأرض وهم في حالة يائسة جدا جدا. عشرات آلالاف منهم في..؟
سنودون : هل قمت بزيارة مخيمات المشردين داخليا والتي يشار إليها من قبل الشعب كمعسكرات الاعتقال. قدم لنا وصفاً للأوضاع هناك؟
اندروز : الناس الذين يعيشون هناك هم في عزلة تماما، ليس لديهم القدرة على مغادرة المخيمات ، ونحن نتحدث عن أكثر من 90 ألف شخص في منطقة صغيرة نسبيا. الطريقة الوحيدة التي يمكن الخروج بها هي بالقوارب و قيل لي أن الأمن لا يسمح لهم بالخروج من خلال البوابة للذهاب إلى أي مدينة، لكن الأمن يدير ظهره عندما تصل القوارب في محاولة للفرار. لذلك نحن نتكلم عن أكثر من 30 ألف شخص فروا على متن قوارب في العام الماضي وحده، ولا نعلم كم نجا منهم . لكننا نعرف أن معظمهم انتهى بهم الأمر كضحايا الاتجار بالبشر ، وهذا يعطي فكرة عن مستوى اليأس. وقد قال لي بعض الناس إن المجتمع الدولي كان أملهم الوحيد وإذا اخترنا عدم القيام بأي شيء حيال وضعهم، فسيقولون أسقطوا قنبلة علينا وأنهوا كل شيء. لقد سمعت ذلك من عدة أشخاص خلال جولتي في المخيمات على مدى أربعة أيام .
سنودون : حتى بصرف النظر عن عدم وجود الخدمات الصحية ، ما هي الأوضاع العامة هل هناك الغذاء الكافي والمياه ، والصرف الصحي ، وهل يتعرض الناس للمرضى أو الموت ؟
اندروز : آه ، يتعرض الناس للمرض والموت . وقد علمت الليلة الماضية أنهم أول شعب يموت منه أفراد من عدم وجود الرعاية الصحية بسبب قرار قطع كل الرعاية الصحية عن هؤلاء الناس، لذلك لقوا حتفهم ، و بدأت حصيلة عدد القتلى بالارتفاع، وسوف تتصاعد ساعة بعد ساعة ، ويوما بعد يوم. التقيت بالعديد من الناس الذين لديهم حالات وبحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية ، والبعض كان على وشك نفاد الدواء ، والبعض الآخر يعاني من مرض رئوي وخيم ، و البعض من الإيدز. وكان أحدهم يعاني من الغرغرينا في الساق، و الملاريا. أعني لقد تمت معالجة عشرات من بين الآلاف من الناس المصابين بالملاريا . هذه الظروف خطيرة جدا تتطلب رعاية طبية مستمرة وفي بعض الحالات الطارئة تكون الرعاية ببساطة ليست متوفرة. الأدوية تنفذ من عندهم ولا يعرفون ما يجب القيام به . فما يحدث هو أنهم بدؤوا يموتون و سيستمرون بالموت بأعداد كبيرة ما لم يتم عمل عكس هذا القرار واستعادة الرعاية الصحية.
سنودون : بناءً على المعلومات التي أعطيت لك مؤخرا ، هل أعطيت أرقاما ، وهل من الممكن أن تجزم عن وجود وفيات ، وإذا كان الجواب بنعم فهل تعرف كم؟
اندروز : آه، أنا لم استلم أرقام ، لقد قيل لي فقط فأنا كنت في هذه المخيمات وقمت بزيارة العديد من الناس على مدى فترة أربعة أيام و أقول إن بعض هؤلاء الناس، بدؤوا يتعرضون للموت.
سنودون : أنت تأمل بالضغط على حكومة بورما لإعادة فتح العيادات الصحية على الأقل. أي نوع من الضغط تأمل أن تضعه لأي أمل في النجاح ؟
اندروز : من المهم جدا بالنسبة لأولئك الذين يعيشون منا في الخارج من المجتمع الدولي أن يلتفتوا إلى ما يجري في الظل. فليس لدينا هذه الأزمة الصحية فقط ، ولكن التوترات تتصاعد هنا ، وليس هناك شك في ذلك . كنت هنا في شهر حزيران يونيو الماضي ، لقد عدت هذا الشهر، وهناك زيادة ملحوظة في مستوى التوتر وتداول خطاب الكراهية و التعصب وعدم التسامح، وأخشى أننا على بعد حادثة واحدة من اندلاع موجة عنف كبيرة ما لم يتم وقف هذا الزخم المؤسف . الحل لهذا هو صب مزيد من الاهتمام من قبل المجتمع الدولي مرة أخرى. نحن بحاجة لمساعدة على الأرض هنا ، ونحن بحاجة إلى استجابة قوية من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم ، ونحن ببساطة في حاجة إلى صحافة متكاملة من قبل المجتمع الدولي لإقناع حكومة هذا البلد أن رعاية الناس الذين يموتون الآن هو بسبب نقص الرعاية الصحية ، ولكن الأهم من ذلك ،هو حماية أرواح عشرات الآلاف منهم ، إن لم يكن الآلاف من الضعفاء.
سنودون : ولكن ذلك سوف يتطلب، كما تقول، ضغط الحكومة أليس كذلك، والضغط الحكومي الدولي. لأني أود أن أقترح أن يسلط الضوء على هذه القضية دوليا، لكن لا يبدو أن الحكومة اهتمت كثيراً ؟
اندروز : هذا صحيح تماما. يجب أن يكون هناك زيادة في مستوى الضغط على الحكومات . أعني إحدى هذه الروايات المؤسفة التي تقال هنا هي: الأمور أفضل بكثير مما كانت عليه قبل سنوات. الحق أنه لا يحدث بين عشية وضحاها ، و نود أن نرى التقدم ، ولكن يجب علينا التحلي بالصبر . وفي الواقع، العكس تماما هو الذي يحدث ، لا سيما فيما يتعلق بمحنة الروهنجيا ، الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ ، الأمور تزداد سوءا و مستوى الخطر هنا كثير.
سنودون : هل هناك أي دعم محلي لمجموعات العمل الخاصة بك في بورما ؟ اندروز : الناس يقولون لي إنهم متوترون جدا عن التحدث علنا . هناك مستوى عال من الترهيب. أعرف أنه قد تم تعقبي من قبل عملاء الاستخبارات هنا في هذا البلد ، هناك درجة كبيرة من الخوف.