شدد عدد من الخبراء السياسيين على أهمية مؤتمر القمّة الإسلامي الاستثنائي الذي دعا لعقده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-, مؤكدين أن القمة تأتي لتدعيم التضامن والتعاون الإسلامي, في ظل الأوضاع المتأزمة والمتصاعدة في الدول الإسلامية, مؤكدين بأن هناك مردودا إيجابيا في نتائجها وقراراتها.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور فهد الخريجي أن مؤتمر القمة الإسلامي جاء في وقت حرج وحساس لمعالجة عدد من القضايا الإسلامية وتسليط الضوء على أضعف أقلية على وجه الأرض, فملف المسلمين في بورما هو أول القضايا في هذا المؤتمر المبارك لأهمية هذا الملف, مشيرًا إلى تعنت السلطات في بورما, وأنها رفضت التعاون مع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والجمعيات الإسلامية وعدد من الحكومات بحجة أن الروهينغا شعب لا يستحق أن يكون على ظهر الوجود حسب تصريحات الحكومة البرماوية, وأكد الخريجي أن المتطرفين اطلقوا العنان لقتلهم وتشريدهم بغير حساب, وأشير إلى تحذير المنظمات الدولية بعدم تسليم المعونات الإنسانية الخارجية للحكومة التي تدعم المتطرفين البوذيين في تنفيذ عمليات قتل وتهجير واسعة ضد الروهينغا, وأن تشرف الدول على توزيعها مباشرة على الأقلية المستضعفة من شعب الروهينغا.
وبيُن أن المؤتمر يهدف لمناقشة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي اليوم, وقدرة الدول الإسلامية على الاستجابة لمناصرة الشعب السوري القابع تحت مضلة الدكتاتورية الطائفية والحزبية الاشتراكية المقيتة, ومناصرة القضايا العادلة للأقليات المضطهدة مثل أقلية الروهينغا المسلمة في مينمار والصين والهند وغيرها من الأقليات التي تتطلب دفع عجلة حقوق الإنسان عالميا لخدمة قضاياهم العادلة. مؤكدا أنها سوف يكون مؤشرا جادا على وحدة الصف والكلمة في منظومة العالم الإسلامي وليس التصريحات والتنديد الذي ملته شعوب المنطقة الإسلامية.
وأوضح الخريجي أن الدعوة الكريمة من الملك عبدالله تقدر من شعوب العالم الإسلامي, وعقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي بمكة المكرمة يومي غدا وبعد غد 26 و27 من شهر رمضان الكريم الحالي اختيار موفق يتزامن مع قدسية المكان والزمان. بالإضافة أن المملكة تحظى بمكانة قيادية في مسار العالم الإسلامي والأحداث التي تلم به. والتاريخ يشهد على أن قيادة المملكة ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته والملك فيصل رحمه الله، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، لم تدخر جهدًا في خدمة القضايا الإسلامية والاهتمام بمشاكلها بل سعت دائمًا إلى التعامل مع الأمور بحكمة وموجهة التحديات والمشاكل التي تعاني منها الدائرة الإسلامية. ودعوة المملكة إلى مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي بمكة المكرمة يجسد اهتمامها، بأوضاع المسلمين وحل المشكلات التي تعاني منها الأمة الإسلامية والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها. مبينًا أن هذا المؤتمر يلفت النظر إلى أن العالم الإسلامي يمر اليوم بالعديد من التحديات الداخلية والخارجية وهناك العديد من الدول الإسلامية تعاني من التوتر الأمني والصراعات السياسية، والوضع في الدول الإسلامية بحاجة إلى تضافر جهود قادة الأمة لعلاجها ومبادرتهم لإيقاف نزيف الدماء وإصلاح أوضاع الشعوب الإسلامية وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في ربوع الأمة المسلمة.
من جانبه أوضح مستشار معالي وزير الشؤون الإسلامية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود سابقًا الدكتور عبدالله اللحيدان, أن القمة تأتي لتدعيم التضامن والتعاون الإسلامي, في ظل الأوضاع المتأزمة والمتصاعدة في الدول الإسلامية سواء في سوريا اوبورما, وأن هذه الأحداث التي شهدتها المجتمعات العربية والإسلامية, كانت من أهم دوافع خادم الحرمين الشريفين للدعوة لهذه القمة لإنقاذ المسلمين في سوريا وفي بروما . وأكد أن القمة ستطرح توصيات فيما يخدم المنطقة علي الصعيدين السياسي والاقتصادي لمواجهة القضايا المشتركة التي تعيشه المجتمعات والشعوب, وأشار اللحيدان أن ملفي سوريا والروهينغا سيكونان في متطلع القمة لمناقشتها ووضع التوصيات والقرارات, مطالبًا بسرعة تفعيل القرارات الصادرة من القمة, وإلى وضع آلية لمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة, وأن يكون لكل قرار يصاحبه آليته وتنفيذه لكي يطبق بالشكل المرجو منه.
وأشار الى أن هذه الاضطرابات التي تعيشها المناطق الإسلامية داعيا إلى وقفة عربية وإسلامية لمواجهة هذه الاوضاع المضطربة.
المصدر/ المدينة