وكالة أنباء أراكان ANA : (الأمة)
المساعدات لا تتعلق بجنس أو عرق أو دين؛ بل هى لمن في حاجة إليها.. كان هذا رد منظمة اليونيسيف على "ادعاءات" الأكثرية البوذية في دولة ميانمار (بورما سابقاً) بأن المنظمات الدولية تميز عنهم "النازحين" من مسلمي الروهنجيا والذين هجروا من أراضيهم نتيجة للعنف البوذي عنهم في توزيع المساعدات، وكأن المطلوب عدم مساعدة "الضحية" حتى لا يغضب "الجاني"..!
وفي هذا الاطار، كشفت دراسات المنظمة الدولية التي تهتم بأطفال العالم بأن أطفال ولاية أراكان "أبناء مسلمي الروهنجيا" هم الأكثر احتياجاً والأقل حظوظاُ عن غيرهم من أطفال بورما.
انعدام الرعاية الصحية
وذكرت تلك الدراسات بأن الرعاية الصحية غير متوفرة لهم كما أن البيئة الصحية منعدمة، وإمكانية حصولهم على الماء الصالح للشرب نادرة وهو ما عرض الأطفال لكثير من الأمراض التي تؤدي لوفاة الكثيريين منهم..
الوضع الصحي المتدهور لأطفال مسلمي الروهنجيا في أراكان والذي هو نتيجة لاهمال السلطة البوذية المحلية هناك في تقديم الرعاية وتوفير الخدمات الإنسانية الضرورية؛ يطرح سؤال حول مدى يمكن اعتبار ذلك بمثابة إبادة جماعية بطيئة للأجيال المسلمة الناشئة.. إبادة غير مباشرة لا يشعر بها العالم وهو الأمر الذي يرفع الحرج عن المجتمع الدولي للتقليل من تصريحات الإدانة المتواصلة لحكومة بورما نظراً لسيرتها الذاتية "السوداء" في ملف حقوق الإنسان في البلاد وفي المقدمة الإنسان الرجل والمرأة والطفل المسلم...!
فجوة كبيرة
فقد كشفت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف) عن خطة عملها في ولاية أراكان ذات الغالبية المسلمة بغرب ميانمار/بورما خلال العامين القادمين لسد الفجوة الكبيرة في فرص الصحة والتعليم والتنمية للأطفال هناك عن باقي نظرائهم في باقي أنحاء البلاد، وفقاً للتقرير المترجم الذي نشرته اليوم الأحد وكالة أنباء أراكان.
ولفتت رئيسة مكتب اليونيسف في عاصمة الولاية أكياب/سيتوي، "يوسي اتشيفيرى بوركهارت"، خلال مؤتمر صحفي أقيم في العاصمة يانجون/رانجون في 30 إبريل الماضي إنه تم وضع خطة بالتشاور مع حكومة ولاية أراكان.
وأظهرت نتائج البحوث التي قدمت في المؤتمر الصحفي من قبل اليونيسيف أن الأطفال في أراكان كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض لانخفاض مستويات التغذية والصحة مقارنةً بغيرهم من أطفال ميانمار، بجانب أن وصولهم إلى المياه النظيفة متدني جدا، وتأثروا بأسوأ حالة صرف صحي في ميانمار، وكانوا واحداً من أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربع أو خمس سنوات.
خطة عمل
وأوضحت "بوركهارت"، أن: خطة العمل تشمل الولايات بقطاعاتها المتعددة لحماية الطفل وبقائه أحد مكونات التنمية مضيفة أنه علاوة على التركيز في مشاريع المياه والصرف الصحي والتغذية والتعليم وحماية الطفل، فإن اليونيسيف ستواصل دعم الأشخاص المتأثرين بالنزاعات والكوارث الطبيعية. ومشيرة إلى أن: خطة المساعدات "تقدر ميزانيتها بـ 12 مليون دولار على مدار السنتين القادمتين ابتداءاً من هذا الشهر".
وقال مسؤول اليونيسف في ميانمار "برتراند بينيفل"، إنه نظراً لعدد الأطفال الذين شردهم العنف الطائفي في أراكان منذ يونيو 2012م، كان من الضروري مواصلة تنفيذ خطط المعونة، والتنمية، في جميع أنحاء الدولة.
وقال "بينيفل"، إن: الأطفال "كانوا الأكثر تضررا من أعمال العنف، التي راح ضحيتها العشرات من الأرواح، وخلفت عشرات الآلاف من المشردين، والذين يعيشون الآن في مخيمات داخلية".
وتابع "لفهم ما وراء الأزمة، والعنف، في أراكان هناك العديد من قضايا التنمية التي تحتاج إلى معالجة ونحن في حاجة إلى بيئة جيدة ومواتية حتى تكون التدخلات ذات فعالة".
التضييق على المساعدات
وكانت المساعدات والأنشطة الإنسانية، قد انقطعت بشكل ملحوظ في أراكان في أواخر مارس بعد تصاعد التوترات الدينية، وبالتزامن مع هجمات على مكاتب ومستودعات وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية في أكياب عاصمة الولاية، وإجبارهم على وقف العمليات، وسحب الموظفين.
كما تم طرد منظمة أطباء بلا حدود من أراكان، من قبل حكومة ميانمار، في شهر فبراير بعد اتهامها بمنح المسلمين معاملة تفضيلية.
وفي سؤال عن تصورات التحيز عند البوذيين بشأن تقديم المساعدات، شدد بينيفل أن سياسة اليونيسف لمساعدة الأطفال تقدم فقط على أساس الحاجة، موضحاً "نعتقد أن جميع الأطفال بغض النظر عن الجنس أو الدين، لهم الحق في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم".
بقلم / هاني صلاح