وكالة أنباء أراكان ANA
كنان مالك - نيويورك تايمز
كثيرون من التيار الليبرالي الغربي معجبون بالبوذية. السياسيون يتزلفون للدالاي لاما، والمشاهير يطبقون التأمل البوذي، والفلاسفة يؤكدون أن البشرية تستطيع أن تتعلم الكثير من البوذية عن الطبيعة الإنسانية وعلم النفس. لكن المسلمين الروهينجيا في ميانمار لديهم وجهة نظر مختلفة تماما.
الروهينجيا مسلمون يعيش معظمهم في إقليم الراخين، غرب ميانمار، على الحدود مع بنجلاديش. أولى المستوطنات الإسلامية هناك يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي. اليوم، في بلد يكون البوذيون 90% من سكانه، هناك حوالي ثمانية ملايين مسلم، نسبة الروهينجيا بينهم واحد من ستة تقريبا. لكن الحكومة في ميانمار لا تعترف بوجود الروهينجيا.
الحملة المعادية للمسلمين يقودها رهبان بوذيون يقولون إن أعمالهم هي تنفيذ لمتطلبات دينهم. المنظمة الرئيسية المعادية للروهينجيا اسمها (969)، ويُقال إن زعيمها أطلق على نفسه لقب «بن لادن البورمي». هذا الراهب المتطرف اقترح وضع قانون لحماية العرق الوطني، وبموجبه يجب على أي رجل غير بوذي يريد أن يتزوج امرأة بوذية أن يتحول إلى الديانة البوذية وأن يحصل على موافقة الدولة. وقد فاز الاقتراح بتأييد رئيس ميانمار وقد يصبح قانونا نافذا بحلول نهاية يونيو المقبل.
ومن المفارقات أن النجاحات الأخيرة للحركة الديمقراطية في ميانمار زادت من سوء المشاكل التي يعاني منها أبناء الروهينجيا. في محاولة لتعزيز موقفها، زادت الدولة من حدة خطاب الكراهية، فيما رفض خصوم النظام دعم الروهينجيا خوفا من خسارة الأغلبية البوذية. رئيسة الحركة الديمقراطية الحائزة على جائزة نوبل، أون سان سو تشي، صامتة بشكل معيب، وكل ما فعلته أنها أدانت أعمال العنف بشكل عام.
ما هو صحيح بالنسبة لميانمار ينطبق على كثير من الصراعات الأخرى التي تشترك فيها جماعات دينية –من باكستان إلى نيجيريا، ومن إندونيسيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. تزايد أعمال العنف جعل كثيرين يرون خطأ أن الدين نفسه، وخاصة الإسلام، هو سبب العنف. الدين يلعب بالطبع دورا في هذه المواجهات، لكن من الخطأ أن نعرف هذه الصراعات على أنها دينية صرفة.
عندما تستغل جماعات تتنافس على السلطة السياسية الدين من أجل تحقيق مكاسب معينة، فإن دورها يتلخص في تأسيس صورة شوفينية يتم من خلالها تبرير كل أعمالها وشيطنة الجماعات الأخرى.
العنف الموجه ضد المسلمين في ميانمار قد يجعلنا نشكك في مفاهيمنا المسبقة عن البوذية. أعمال العنف هذه تجعلنا نشكك بالتأكيد بموقف أون سان سو تشي، التي يراها الغرب بشكل عام على أنها مقاتلة شجاعة من أجل الحرية.
في الوقت الذي يعترف فيه كثير من المراقبين الغربيين بالجذور السياسية للعنف الديني في ميانمار، من الملاحظ أن قليلين مستعدون أن يكونوا دقيقين حين يتعلق الأمر بالإسلام.
المقالات > المتعصبون البوذيون في ميانمار
المتعصبون البوذيون في ميانمار
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://arakanna.com/wp_arakanna/articles/14856/